الإشارة التي صدرت عن الناطق العسكري السعودي حول استعداد السعودية لإرسال قوات برية إلى سوريا عند الضرورة ، أخذت أبعاداً مبالغاً فيها ، وكأن الحرب البرية على الأبواب.
تصريح الناطق الإعلامي العسكري يدخل في باب الإعلام ، ومن غير المعقول أن تدخل السعودية في الوقت نفسه بحرب جوية في اليمن وبرية في سوريا ودبلوماسية مع إيران ، واقتصادية مع انخفاض أسعار البترول.
الناطق ذكر شروطاً لا يريد الإعلام العربي والعالمـي أن يقف عندها ، فقد قال أن السعودية مستعدة لإرسال قوات برية ضمن الحلف الذي يضم ستين دولة بزعامة أميركا ، إذا حصل إجماع بين دول التحالف ، وقررت إرسال قوات برية. وهذا شرط ليس من المتوقع أن يتحقق.
سيكون العذر الرسمي المعلن لأية حرب برية في سوريا هو محاربة داعش التي أصبحت بمثابة مسمار جحا الكل يعلن الحرب على داعش إعلامياً ويحارب غير داعش عملياً في هذه الحالة ربما كان الهدف إعادة التوازن بعد رجحان كفة روسيا في حسم القضية السورية.
أميركا تعرف أن سلاح الجو وحده لا يحسم الحروب ، ومن هنا تريد حرباً برية على أن يقوم بها الآخرون ، ويتحملوا وقودها ، حيث تقدم لهم أميركا القيادة وتحصد النتائج السياسية دون أن تدفع الثمن من دماء الجنود الأميركيين.
لو كانت داعش هي المستهدفة بالحرب البرية فإن الأمر لا يحتاج لأكثر من 20 ألف جندي مع غطاء جوي كامل الهدف الحقيقي هو انتزاع الكلمة العليا في سوريا ، وهي الآن لروسيا دون منازع.
الحرب البرية في سوريا قائمة فعلاً وأطرافها معروفون هم جيش النظام وحلفاؤه تقابلهم أطراف ليس بينها حد أدنى من التنسيق هي تنظيمات داعش والنصرة وباقي المنظمات المسلحة التي تحارب برياً بالوكالة عن أميركا وتركيا وبعض البلدان العربية الداعمة لها بالمال والسلاح.
الرأي