لا يمكن ان يتقدم بك العمر من دون أن تكبر، لكن بإمكانك ألا تهرم. وألا تهرم لا يعني ان تتصابى!! بل أن تكون حيويا ما دمت حياً.
الحياة أن تعيشها بكامل معانيها لا معاناتها فقط. فالشعر الأسود الذي كنت ترسله على جبينك وتلفه الى الوراء قليلاً ليصبح لك غُرّة لتقلد رشدي أباظة أو احمد رمزي اوالفيس بريسلي او كلارك جيبل هو نفسه الذي اصبح ابيض، لون الفضة والحمام والنوارس والثلج الذي لا يصدأ، كما قال صديق كبيرحكيم كشف عن سر شبابه السبعيني . قابل الحياة بابتسامة، دعها تخرج من داخلك وأجلسها باناقة عروس على شفتيك .قابل بها احباءك وأصدقائك وحتى أعداءك .فكم من ابتسامة حولت العدو الى صديق، او حولت جبل الجليد الى ماء زلال يروي الروح. كم من ابتسامة شفَتْ مريضاً بالاحباط وسكنت من اصابته عدوى العزلة في زحمة ضحكات ترن كاجراس تنبهك الى ان الحياة تسير بك ومن دونك فاتبعها الى حيث تشاء.
لا تتصنع الابتسامة؛ بل دعها تصنع فرحك . كن صادقا مع نفسك ومع من حولك. الحياة تتسع!! فلماذا تزاحم غيرك على ما ليس لك؟ . يقول نيتشة: «لا أفهم سببَ ممارسة الوشاية. يكفيك إن أردت أنْ تغيظ أحداً أنْ تقول عنه شيئاً صادقاً « فكما ان الصبر مفتاح الفرج فإن الحب بوابة صعود الدرج، درج السعادة الحقيقية .فان حبل الكذب قصير وكم من متسلق سقط عن حبل الكذب او التف الحبل حول عنقه فشنقه!
الابتسامة الخلاقة هي النابعة من العقل والقلب معاً .لا الابتسامة البلهاء او المنافقة .فالاولى غير مفكرة والثانية كاذبة.
لكن كيف تبتسم وانت في اتون هذه المحرقة التي تصهر عظم الاطفال بحديد الحروب وتحول قبلة ام على خد ابنها وهو ذاهب الى المدرسة الى قنبلة لا تعيده اليها؟ كيف تفرح وانت ترى عائلات تهرب من جحيم الحرب الى حرب الجوع في المنافي ؟ بل كيف تسخن ابتسامتك وأنت ترى البرد يجمد الدم في عروق لاجئين بلا مأوى؟ عائلات منك وانت منها. كانت ذات 1948 و 1967 فلسطينية، وفي 2003 عراقية، والآن سورية ويمنية!!. من هرب لم ينجُ ومن لم يهرب ليس بناج ايضاً.
في مثل هذا الشهر من العام 2012 «بشرنا» الصهيوني هنري كيسنجر، وزيرالخارجية الاميركي الاسبق بما يجري ضدنا الآن قائلا : إنّ نُذُر الحرب العالمية الثالثة بدت في الأفق وطرفاها هما الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى. وفي حديث لصحيفة «ديلي سكيب» الأميركية اوضح أنَّ ما يجري الآن هو تمهيد لهذه الحرب التي ستكون شديدة القسوة بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولايات المتحدة.
وأكّد السياسي البالغ من العمر 89 عامًا أنّ واشنطن تركت الصين تعزّز من قدراتها العسكرية وتركت روسيا تتعافَى من الإرث السوفييتي السابق؛ ما أعاد الهيبة لهاتين القوتين، لكن هذه الهيبة هي التي ستكون السبب في سرعة زوال كل منهما ومعهما إيران .وكشف أنّ الدوائر السياسية والإستراتيجية الأميركية طلبت من العسكريين احتلال سبع دول شرق أوسطية من أجل استغلال مواردها الطبيعية خصوصًا النفط والغاز، مؤكدًا أنّ السيطرة على البترول هي الطريق للسيطرة على الدول، أما السيطرة على الغذاء فهي السبيل للسيطرة على الشعوب.
ها نحن العرب الآن لا نفط نتحكم بسعره، ولا غذاء ننتجه منذ ولينا ظهرنا للقمح، وهاهم ابناء الشام التي كانت ذات تاريخ مخزن قمح العالم يتسولون قطعة خبز من أيدي من دمر بلادهم وجعل رغيفهم يقطر دماً!
الدستور