جاءت مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين مع وكالة الأنباء الأردنية- بترا، لتشكل القول الفصل في كل ما يتعلق بهموم الوطن والمواطن، والرد الحاسم على كل ما أفرزته الصالونات السياسية والصحف الصفراء من تجنٍ على مسيرة الدولة الاردنية، خاصة في عهدها الرابع عهد الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين.لقد كان جلالة الملك، وخلال لقائه هذا، في غاية الصراحة، والصدق مع الذات، والجرأة في الاجابة على كل التساؤلات التي طرحت بين يدي جلالته. بل كان جلالته متقدماً على ما تم طرحه من اسئلة، فكان مبادرا للإجابة على الأسئلة الكامنة في ضمير كل أردني، حيث قام بتوضيح رؤى جلالته في واقع ومستقبل هذا الوطن، وسبر غور عقل الإنسان الأردني وأجاب على اشارات استفهامات ما يشاع.

لقد كان جلالة الملك متقدماً على محاوره، فلم يتوقف عند تحليل ما طرح من أسئلة والاجابة عليها، بل كان في غاية الدقة والجراءة للإجابة على ما يدور في وجدان شعبه الأردني وعقله، خاصة أبناء العشائر الأردنية الأصيلة، الذين كانوا ومازالوا على العهد، منذ البيعة الأولى لجده الأول عبد الله الأول بن الحسين، هذا العهد الذي جعل العلاقة بين العشائر الأردنية من جهة وآل هاشم علاقة لها من القدسية والسمو، يجعلها تستعصي على كل المنبتين والطارئين، الذين ما فتئوا يحاولون، وعبر الفضائيات المشبوهة، استغلال ما عبر عنه بعض الأردنيين، الذين لم يعرف عنهم يوما من الأيام الا الولاء والاخلاص لحماية خندق الأردن وقيادته الهاشمية، ومس أهم الأسس التي بنيت عليها الدولة الأردنية، وعلى رأسها ولاء الأردنيين المطلق للعرش الهاشمي.

ان استغلال بعض العابثين وغير المنتمين لهامش الحرية الذي منحه جلالة الملك لشعبه، والتشكيك بقدسية العلاقة بين جلالة الملك وشعبه الأردني، يعتبر خروجا على ثوابت الوطن الأردني. وان الجهل بتاريخ العلاقة الأردنية- الهاشمية والتي ثبت للقاصي والداني قدسيتها، لا يعفي هؤلاء من وجوب احترام مهنيتهم الصحفية أمام الشعب الأردني وقيادته.

لقد أوضح جلالته بالقول الفصل بان ...الاردن، وتراثه وتاريخه وحاضره ومستقبله الزاهر ليس للبيع، وان ما يتحدث الناس حوله، من تفكيك للدولة الأردنية ومؤسساتها لا يمكن له ان يكون او يحدث، لان هذا يتناقض مع المبادئ التي قامت عليها الثورة العربية الكبرى، ومؤسسة العرش الهاشمي... والالتزام بشرف الجندية في الجيش العربي المصطفوي. وان معاني السيادة الوطنية كالمدينة الطبية وأملاك الدولة هي أمانة في عنقه، أما ما يطرأ على بعض أصولها فما هو إلا نوع من التحديث وايجاد الافضل لها، و جعلها مواكبة للعصر ومصالح الشعب.

لقد أراح جلالته شعبه الأردني بتأكيده على ان جلالته على مسافة واحدة من كل عشيرة وقبيلة أردنية، وان استعانته بهذا الشخص او ذاك من أبناء هذا الوطن لا يمكن له ان يكون على حساب الآخرين. وقد تمر ظروف تجعل صاحب القرار في حيرة من الخيارات المطروحة في التعامل مع الأحداث الإقليمية والدولية، لكن جلالته وكم اثبتت التجربة كان دائما يختار ما يعتقد جازما بأنه لمصلحة شعبه الأردني.

لقد كان لكلماتك يا صاحب الجلالة التي نؤمن بكل ما جاء فيها، الوقع المؤثر في عقل وقلب الشعب الأردني، وتأكد بان شعبك وفي لعرشك الهاشمي كما كان وفياً لأجدادك، وان هذا الشعب لن يخذلك أبداً، وهو يبادلك الوفاء بالوفاء والحب بالحب...انك صاحب القلب الكبير الذي يتجاوز عن الهفوات غير المقصودة. ويحضرني القول في هذا المقام بيت من الشعر تضمنته رسالة ابن زيدون الجدية للخليفة الأموي الأندلسي، المستكفي بالله، حيث قال:.

إن لم يكن لي ذنب فعدلك واسع. وان كان لي ذنب فعفوك أوسع.



almajali@yahoo.com
الراي