الحكاية طويلة..فقد ترك ضابط الارتباط العسكري المعروف بــ"لورانس العرب" ملابسه وخنجره عند امرأة انجليزية رسمت له صورة بهذه الملابس، وبقيت هذه الملابس في عهدة تلك المرأة محفوظة في خزانتها للذكرى الى ان توفيت هي الأخرى ،فوجد أبناء العجوز هذه الملابس بخزانة رحمة الوالدة فلم يدروا ماذا يصنعون بها فباعوها الى «دار كريستي للمزادات « التي باعتها الأخيرة العام الماضي لمجهولين من جامعي التحف القديمة ، حيث لم يعرف مصير «الثوب والشبرية» الى اللحظة ان كانت قد غادرت بريطانيا أم لا...
وزير الثقافة البريطاني «إيد فيزي» حذر قبل أيام من خطر مغادرة ملابس لورانس وخنجره بريطانيا،وطالب بشرائهما من قبل المهتمين بالاثار البريطانيين بأي ثمن لتبقى في متاحف انجلترا ،حيث يعتبر وزير الثقافة البريطاني الخال لورانس..أنه (أحد أكثر الأشخاص تميزاً في القرن الـ20 وإن ملابسه وخنجره يعدان أيقونتين وجزءاً أساسياً لصورته. ومن المهم أن تظل هذه الأشياء في المملكة المتحدة).
على رسلك يا معالي الوزير... لم كل هذا الهلع على خنجر وسروال لورانس العرب؟؟..ولنفرض على أسوأ الأحوال أنها خرجت من بريطانيا...لقد بعثنا لك بدلا من «لورانس» المزيّف..أرتال من العرب الأصليين في المؤتمر الأخير المعقود لديكم.. وأخال انهم تركوا خناجرهم وحناجرهم وملابسهم عندكم دون أن يظفروا بصورة «للذكرى» حتى...ما عليكم سوى ان تبنوا متاحف ،وتأتون بمجسمات من البلاستيك لتكسوها بالألبسة «المشلوحة» والقضايا المنسية في خزانة راسمي السياسات في بلاد العرب.. لا تقلقوا مهما كانت النتيجة –يا معالي الوزير- فأي نقص في زوايا متاحفكم سنسدّه من ملابس وخناجر المؤتمرين في «جنيف» ايضاَ ...المسافة قصيرة جدا «مقرط العصا» بين لندن وجنيف سيما في الأمور السياسية ... سنوافيكم بخناجر النظام وملابسه.. خناجر المعارضة وملابسها.. خناجر الفصائل وملابسها... خناجر الداعمين وملابسهم... حتى لو احتجتم لـ»مانيكانات» سياسية مبتسمة ممشوقة القوام ترتدي عنكم «البزة العسكرية» موجودة هناك سيدي...
بعد كل هذا أما زلتم تبحثون عن خنجر وسروال؟...والعرب منذ زمن طويل –كرمالكم- خلعوا الاثنين معاً.!!
الرأي