الجامعات الاردنية، الموجود والمطلوب
د. عادل محمد القطاونة
08-02-2016 01:40 AM
بعيداً عن المزايدات، المجاملات والهتافات، وفي خضم الاف الحقائـق والمعلومات، التأكيدات والتصريحات، يتساءل البعض كيف عملت ادارات الجامعات الحكومية على ادارة الامـوال التي حصـلت عليهـا من المنحـة الخليجية؟ وكيـف تدير الجامعات الاردنية موازناتها المثقلة منذ سـنوات بالمديونية نتيجةالعجز المتراكـم؟ وما هي حقيقـة التعاون ما بين الجامعات الحكـومية والقطاع الخاص ؟ وما هـو النهج المعرفي لدى الجامعات الحكومية؟ وما هي القيمة التي قدمتها الجامعات في خدمة المجتمع المحلي؟
في مقابل ذلك يتساءل البعض الكثير ما هو ترتيب الجامعات الاردنية على المستوى الدولي أكاديمياً، معرفياً، تكنولوجياً وماذا قدمت المؤسسات التعليمية الاردنيـة للمجتمع الدولي من ابحاث ومجلات علمية مرموقة، كتب منشـورة، مؤتمرات معروفـة، اختراعات مشهـودة؟ كم عدد خريجي الجامعات الاردنية الذين تقلدوا مواقع دولية؟ كم عدد المدرسـين والباحثيـن الذين حصلوا على جائـزة نوبل في اي مجـال او على جوائز دولية؟ كم هو حجم التفاعل بين الخريجين والدارسين؟ والى اين وصلت عملية متابعة وتقييم خريجين الجامعات الاردنية؟ ما هي جودة وقوة المواقع الالكترونية ومتابعة الاحداث وصفحات الجامعات ضمن وسائل التواصل الاجتماعي؟
بعيداً عن الهرج والمرج، وبالانتقال وبدون تردد او تنهد، وباسـتعراض الخارطـة التعليمية فقد بلغ عدد الجامعات الاردنية 27 جامعة اردنية، منها 10 جـامعـات حكومية (حسب احصائيات 2010) الرسمية.
حاولت اغلب الجامعات الاردنية منذ سنوات ابرام العديد من الاتفاقيات واللقاءات مع العديد من الجامعات والمعاهـد الدولية والعالمية، بعضه كان حقيقاً وبعضـه الآخـر كان اسـتعراضياً، كما انعقدت مئات المؤتمـرات العلمية ونشـرت الالاف من الابحاث وتخرج عشرات الالاف من الشباب وتناقلت الجامعات الاردنية في ترتيبها العالمي دون ان يكون لها أثر دولي او موقع متقدم مع بعض الاستثناءات الضيقة!
انتقالاً الى لـغة الانجاز في الافعال والاقوال، الارقام والاحـكام، فقد تربعـت ام الجامعات، "الجامعة الاردنية" على الانجاز الاردني في التعليم العالي الاردنـي فارضة اسمها محلياً، عربياً ودولياً فكان لها ما كان من تقدم في التصنيف الدولي كان آخره قبل ايام عدة حيث تقدمت الجامعة الاردنية الى الترتيب 1005 حسب تصنيف ويبوميتركس الدولي وهو المقياس الذي يحظى بالشرعية الأكبر ضمن جامعـات العالم ويضم في جعبته أكثر من 25000 جامعة، عربـياً جاءت الجامعة الاردنيـة سـابعة ضمن 971 جامعة عربية.
مالياً، البيانات غير الرسمية تشير الى ان الاردنية وهي الجامعة الحكومية الاقدم والاكبر في عدد العاملين من مدرسـين واداريـين قد وصـلت الى نقطة التعـادل في ادراة ملفها المـالي وبدون عـجز بعد ان كانت وقبل ما يقارب من الثلاث ســنوات تعاني من عجز مستمر في موازناتها السنوية، كما يسجل لبعض الجامعات الـحكومية ومن ضمنها الجامعة الاردنية حسن الاستغلال في المبلغ المرصود من المنحة الخليجية حيث تم تخصيص مبلغ 10 مليون دينار لكل جامعة اردنية عملت الجامعة الاردنيـة من خلالها في بناء العديد من المباني للعديد من الكليات العلمية حيث بـات التوسـع والتطور عنوان المرحلة سـاهم في ذلك تعزيز الفكر الاسـتثماري المبني على اســس منهجية وبطابع دولي، وما المختبرات والاجهزة في الكليات العلمية ومركز الابداع ومركز الخلايا الجذعية الا جزء من منظومة محكمة يسـعى الجميع فيها للوصول الى العالمية.
في ما يتعلق بالشراكة ما بين القطاع الخاص والعام وخدمة المجتمع ودعم الشباب فقد كان للعديد من الجامعات المئات من الشراكات والفعاليات الخجولة باستثناء البعض منها، وكان للجامعة الاردنية دور القيادة فقد ادخلت خدمة المجتمع كمتطلب اجباري للتخرج وحققت خلال السنوات القليلة السـابقة علامة فارقة في تفعيـل دور القطاع الخاص، حيث ساهمت مؤسسة منيب المصري ومؤسسة رؤوف ابو جابر على ســبيل المثال لا الحصر في تقديم أكثر من ثلاث ملايين دينار اسـهمت في تطويـر البنية التحتية وتطوير العديد من المجمعات والمرافق في الجامعة الاردنية.
في تحفيز الشـباب وتحقيق التفاعل المجتمعي فقد قامت الجامعة الاردنيـة بتبني العديد من المشاريع والافكار الريادية في شهر رمضان المبارك وغيره من الاشـهر خلال السنة، وقامت بالعديد من الافكار التي سـاهمت في دعم فئة من الفقراء، كما كان لمشـروع صديقي يتيم، افطار الايتام، سهم الوفاء للقدس، دعم الطالب الفقير، زراعة الاشجار، استضافة بعض القيادات الفكرية، الندوات والحورات كل ذلك كان له دور في وضع الجامعة الاردنية كجامعة أنموذج بين قريناتها من الجامعات الاردنية.
أخيراً وليس آخراً فان تعليمياً نوعياً مبيناً على اساسات مرصوصة، وامانات محفوفة، وافكار مدعومة يتطلب من المؤسـسـات المعنية في التعليم العالـي بان تدرك ان الانجازات تصنع الانجازات، وان بناء الجسـم التعليمي القوي يسـتدعي التشخيص الجيد لحالة التعليم العالي بعيداً عن الواسـطات والمناكفات، التصفيات والاغتيالات، وان يوجه الدعم لبعض القيادات الاكاديمية الادارية الكفؤة التي استطاعت العمل ضمن توليفة قوامها الاعداد والتخطيط، الانتاج والتنفـيذ لنرتقي بالمؤسسات التعليمية الاردنية، وأن يكون الاسـاس الفعلي في تقيـيم الانجاز هو النتائج المبنية على الحقائق والارقام، وليس المناطق والاوهام.