شــرعــيـــات المــلــكأ.د. أمين مشاقبة
07-02-2016 01:23 PM
يحتفل الأردن والأردنيون اليوم بعيد تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، ففي 7 شباط 1999 تسلم الملك القيادة ودفة الحكم بعد رحيل المغفور له الملك الحسين بن طلال، ومن المعروف أن الحكم الهاشمي بالمملكة الأردنية الهاشمية يتمتع بعدد من الشرعيات منها: الشرعية الدينية، والتاريخية، والشرعية السياسية، وشرعية الانجاز. وعلى الرغم من أن المملكة كواقع جيوسياسي تقع في قلب الأحداث في المنطقة فقد حافظ على درجة عالية من الأمن والاستقرار على الصعيدين الداخلي والخارجي، وعلى مدى سبع عشرة سنة من حكم الملك عبدالله الثاني ارتقى الأردن بكافة المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية وخاض عملية إصلاح سياسي شامل في خمس السنوات الأخيرة تمثلت بتعديل الدستور الأردني العام 2011، وقانون الأحزاب السياسية، وقانون البلديات وقانون الانتخاب، وقانون اللامركزية وغيرها من القوانين الناظمة للحياة الديمقراطية وحماية الحرية وحقوق الإنسان انطلاقاً من مبدأ احترام كرامة الإنسان الأردني والاهتمام بأهمية كرامته، وإنسانيته وعيشه، ويضاف إلى ذلك الإصلاحات في البنى والهياكل الرسمية مثل: إنشاء الهيئة المستقلة للانتخاب، والمحكمة الدستورية وإعادة النظر في العديد من المؤسسات وإعادة هيكلتها لتتواءم مع المتغيرات المتسارعة، ولم تتوقف مسيرة المشاركة في البناء والإنجاز، وفي مجال العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فقد اتسمت بالتواصل الدائم واللقاءات الدورية على مستوى المقر والمحافظات، إذ يتمتع الملك عبدالله الثاني بشخصية جذابة يلقى الاحترام من كافة أبناء الشعب الأردني الأصيل ويمتاز بالحكمة والعقلانية، والرشاد، والواقعية السياسية فهو في تواصل دائم مع أبناء الشعب الأردني يستجيب لمطالبهم ويلبي احتياجاتهم وينتصر للمظلوم ويسهم مساهمة مباشرة في تقديم العون لمن يحتاجه مهما كان. وعبر سني حكمه المديد قام الملك بدور ريادي متقدم في عملية البناء والإنجاز والتركيز على المشاريع الكبرى، والاستثمارية وشهد الأردن في عهده نقلة نوعية كبرى في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، في التعليم العام والعالي، في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الطرق، الرعاية الصحية وبناء المستشفيات العسكرية والحكومية والمراكز الطبية، وفي مجال العمل الاجتماعي الإنساني، وهذا ماثل للعيان، وتقدم الأردن في عهد الملك عبدالله الثاني في المؤشرات الدولية تقدماً مميزاً في مكافحة الفساد، ومستوى الاستقرار السياسي، ودرجة الشفافية إلى غير ذلك من مؤشرات رقمية تصدر عن مؤسسات دولية متعددة. إن سمعة الأردن على مستوى العالم بفضل الدور السياسي لجلالة الملك ارتفعت لدرجة عالية في كل دول العالم والمحافل الدولية، فالسياسة الخارجية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني تتسم بالاعتدال والتوازن والعقلانية والواقعية السياسية، ويقف موقفاً معلناً ضد الإرهاب وكل أشكال التطرف، ويدافع بكل صلابة عن الإسلام المعتدل القائم على المحبة والتسامح، ويدافع عن المقدسات المغتصبة الإسلامية والمسيحية المحتلة في فلسطين، وهذه تعتبر خطا أحمر لا يمكن تجاوزه من أي كان، ويؤمن الملك أن جوهر الصراع في المنطقة هو الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، فالملك في لقاءاته المتكررة والمتعددة يرى ضرورة حل الدولتين وأن جوهر الاستقرار السياسي في المنطقة يبدأ من هنا. إن السياسة الخارجية التي ينتهجها الملك تمثل مدرسة في الواقعية السياسية، فهو الصوت المعتدل الذي يسمع له جميع زعماء العالم وصاحب الرأي القوي الحكيم العاقل الذي يتم استشارته من زعماء الدول العظمى المؤثرة في النظام الدولي. إن هذه السياسة والمواقف التي يتمتع بها جلالة الملك عبدالله الثاني مثلت نقطة البداية في انقاذ المملكة والوصول بها إلى شاطئ الأمان والاستقرار وعلى الرغم من التحديات الكبيرة إلا أن تحويل هذه التحديات لفرص لصالح الأردن أمر قائم، هذا وينطوي حكم الملك عبدالله الثاني على درجة عالية من التكيف السياسي مع المتغيرات المتسارعة فعقلانية وحكمة ومرونة الملك أسهمت في الحفاظ على أمن واستقرار المملكة بصورة واضحة للعيان. إن الإنجازات الماثلة أمام أعين الجميع تعطي الانطباع الكامل لقدرات الملك الشخصية على إدارة الدولة بحكمة ونجاح، ان عمله اليومي حقق للبلاد معادلة فريدة من نوعها تمثلت، بالإنجاز، والنجاح، والاستقرار، والاستمرار، هذه المعادلة الرباعية التي قادها الجندي الملك، ملك الإنجاز والعطاء المتواصل، ساهمت ببقاء الأردن البلد المتحضر آمناً مستقراً، ولولا وجود هذا القائد المتميز ذي الرؤى الثاقبة والنظرة المستقبلية لكان الأمر مختلفاً، إن الواقعية السياسية، والعقلانية، والرشاد، ووضوح الرؤية هي سمات من شخصية الجندي الملك، ملك الإنجاز، الذي لا يكل أو يمل في خدمة شعبه وقضايا الأردن الملحة والقضايا العربية المركزية، فهو الصوت المسموع في كافة أرجاء العالم والمقدر رأيه في كل المحافل الدولية. نحن في الأردن فخورون بهذه القيادة المتميزة ونعتز بدورها ونقدره وشخصية الملك الرمز ملك الإنجاز تتمثل فينا جميعاً، تحية للجندي الملك ملك الإنجاز المحافظ على العهد وخدمة الوطن والمواطن، وكل عام وسيدي بألف خير، حمى الله الأردن وطناً وشعباً وملكاً فذاً. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة