مشهد نهائي لأفول دولة استعمارية
عودة عودة
07-02-2016 12:49 PM
العرب يرون أن الحرب كرٌّ وفرٌّ.. أما الأرجنتينيون فيرونها كرقصة التانغو..!
هذا الأمر يجرى الان في «بيونس ايرس» العاصمة الأرجنتينية فالحكومة وبلهجة صارمة عادت لتطالب سلماً أو حرباً بعودة "جزر الفوكلاند" الى ترابها الوطني وبمناسبة الذكرى33 لهزيمتها المؤلمة العام 1982 إثر معركة «غير متكافئة» استمرت 73 يوماً كانت مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا تطلب ما تريد من الأسلحة و«بالأمر» من الرئيس الأميركي ريغان
فيما بعد.. منعت الحكومة الأرجنتينية أي سفينة ترفع العلم البريطاني من الرسو في أي من الموانئ في الأرجنتين والبرازيل والبرغواي والأرغواي حليفاتها.. كما أمرت بوقف جميع رحلات الطيران بين جزر الفوكلاند «200 جزيرة», كما أمرت دبلوماسييها في الأمم المتحدة وغيرها في جميع بلدان العالم بمطالبة بريطانيا بإجراء مفاوضات لإنهاء احتلالها غير الشرعي للجزر هذه والذي استمر أكثر من (150) عاماً , كما اتخذت الحكومة الأرجنتينية خطوات عديدة لمساعدة المحاربين القدامى وعددهم (20) ألفاً حيث تم زيادة رواتبهم التقاعدية ثلاثة أضعاف وشملت هذه الزيادة عائلات هؤلاء الجنود.
لهجة الأرجنتين الصارمة.. والثأرية هذه جاءت بعد تسريب تقارير بريطانية ودولية الى الأرجنتين تؤكد اكتشاف حقول بترولية كبيرة جديدة خاصة وأن معظم الآبار البترولية في المناطق الوسطى والشمالية في الجزيرة هي في طريقها الى الإضمحلال والنضوب إضافة الى عوامل داخلية أخرى حيث يرى الساسة الأرجنتينيون أن دول أميركا الجنوبية ستقف مع الأرجنتين في أي توجه لها سلماً أو حرباً لإستعادة جزر الفوكلاند الى ترابها الوطني , وهذا يجعل الحكومة البريطانية تتردد كثيراً وقبل القيام بأي مغامرة عسكرية اخرى غير مضمونة النتائج فليس الزمن زمن الرئيس الأميركي رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر التي كانت تأمره فيطيع..!
أنوف الساسة البريطانيين.. وعبر التاريخ قوية الشم خاصة عندما تكون المادة هي البترول , مع كل ذلك فقد كانت لهجة الحكومة البريطانية مكررة.. وبائسة مثل: (جزر الفوكلاند هي من ممتلكات التاج البريطاني).. نفس هذه العبارة كان يرددها تشرتشل وآيدن أثناء احتلال بريطانيا للهند وايران والعراق وفلسطين ومصر والسودان.. تماماً كما كان يردد الرئيس الأمريكي لندون جونسون أثناء حرب فيتنام: (إنها ضمن مجالنا الحيوي) مع أن هانوي تبعد عن واشنطن أكثر من 12 ألف ميل !! , وكما كانت تردد «فرنسا» أثناء احتلالها للجزائر وغيرها عبارة: «أملاك فرنسا ما وراء البحر» وكما تردد اسرائيل الآن عن فلسطين: «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» مع أن فلسطين كانت اكثر الأراضي العربية كثافة بالسكان ويسكن فيها الآن رغم عوامل التشريد والحصار الإقتصادي وموجات الترانسفير العاتية.. والهادئة أكثر من أربعة ونصف مليون عربي فلسطيني..!
وللإنصاف..
ورغم هزيمة الأرجنتين أمام البريطانيين العام 1982 في حرب جزر الفوكلاند فقد استمات الجيش الأرجنتيني في الدفاع عن جزر جرداء من ترابه الوطني لا يعيش فيها أي نبات ولا يسكنها إلا 1800 إنسان فقد قضى 300 طيار أرجنتيني في أعمال فدائية بالهجوم هم وطائراتهم على 36 سفينة من الأسطول البريطاني ودمرت العديد منها وبقي الأرجنتينيون يقاتلون 73 يوماً دفاعاً عن جزر الفوكلاند في مواجهة حملة عسكرية بريطانية كبيرة تساندها واشنطن وأخواتها.
يظل السؤال: هل يستفيد العرب اصحاب نظرية «الكر والفر» من الدرس الأرجنتيني أصحاب نظرية «رقصة التانغو» فيسعون الى استرداد أراضيهم المحتلة من ترابهم الوطني العربي ومنذ عشرات السنين طال فيها الفر وقل الكر..!
Odeha_odeha@yahoo.com