17 عاما من الوفاء .. وأكثر
نوف منير الور
07-02-2016 12:22 PM
وكأننا ما زلنا نعقد صفقة مع الانتظار، وكان في عيوننا أمل ان نراك تلوح لنا من فوق سيارتك بوجهك المنير الضحوك الطيب، وتجوب في شوارع المدن وقراها، تماما كما تجول ذكراك اليوم حارات القلوب، حارة تلو حارة، بيتا بيتا، شيخا وعجوز، رجلا وامرأة، شابا وشابة، حتى الاطفال ممن لم يمنحهم القدر فرصة معرفتك يا اب الاردنيين وكأنهم ورثوك في جيناتهم فخرا وعزا وانتماء.
ما ان يطل علينا شباط تسرقنا الذكرى للوراء وها هي الذكريات تعيدنا الى سبعة عشر عاما، وكأننا نعيش الذكرى مجددا، وكأننا تحت المطر نحمل شموعنا على مدخل مدينتك الطبية، مدينة الحسين، آه يا حسين، والف آه وغصة رحيلك في ستبقى تخنق عيون النساء وحناجر الرجال.
في ذالك اليوم دموع ومطر وشموع، ننتظر بشغف الاطفال ان يخرج اي خبر يبرد نارا تجتاح الدواخل فينا حتى الاعماق، وها نحن اليوم نستذكر بذات الدموع والوجع والشموع والدعاء، وانقلب الشغف فينا الى ارادة تنفذ بالحرف وصاياك، وكلنا نذكر طيب كلماتك بصوتك الجهوري الرنان كناقوس يدق في الروح، حين قلت في يوم ميلاد ابنك وقائد مسيرتنا سيدي عبدالله بعد ان تحدثت عن انهار وفاء شعبك بيقين المؤمن الثابت "وسيعرف عبدالله كيف يكون كأبيه"، وهذا سبب كاف لان نكون مخلصين لك بذات الوفاء الذي عهدتنا به وان نجدد البيعة لآل هاشم.
ان نسيناك فلا خير فينا، لان الخير في غير اهله ضائع، وانت الاهل له والاهل لنا، وان مر علينا يوم فراقك ولم نرفع لك الدعاء فلا خير فينا، ان رأينا مجد الجيش يوم التعريب ولم نذكرك بالمجد فلا خير فينا، وان مرت بنا ذكرى الكرامة ولم نذكرك فلا كرامة لنا، وان ذُكرت الرجولة والابوة والاخوة ولم نذكرك فلا خير فينا، لن يكون الخير باق فينا ان لم تكن معه، فانت الخير الذي بنى فشيد واعلى البنيان، وانت الخير الذي زرع بذور المحبة، وانت... وانت .. وانت... كنت وما زلت وستبقى الطيف الحاضر الذي يمسك بيد الاردن ليرسو به فوق ضفة امن وامان.
نحن يا سيد الرجال لا نعاهدك بالوفاء ليوم واحد، فخذ منا وفاء حتى المنتهى، ونحن يا سيدي لا نبايع ملكا جاء وريثا كما يتوارث الملوك العرش، نحن نبايع اختيارك لابي الحسين، فلطالما اغمضنا اعيننا وسرنا خلفك بثقة، كيف لا وانت الحسين اسم سيبقى ينبض حبا في قلوبنا ما حيينا.
عام جديد وانت لست ها هنا بجسدك، الا انك هنا بحبنا لك وروحك ترفرف فوق سحاب هذا الوطن تمطر حبا وشوقا، تمطر امنا وسلاما وعزا وفخرا، كما امطرت السماء قبل سبعة عشر عاما.