مقاومة الشر والارهاب بالمحبة
المحامي الدكتور هيثم عريفج
06-02-2016 02:54 PM
هل أصبحت كلمة الحب او المحبة ممنوعة في زمن تتصاعد فيه الكراهية والحقد، القتل والدمار.
في زمن أصبحت فيه مشاعر الغضب والإرهاب والخوف تغطي الأفق وتطفئ كل الأنوار ما نشاهده حولنا من مشاهد الذبح والحرق والدمار تشعل سؤال يتردد بكل قوه هل نستسلم لهذا المصير؟ وهل نبحث عن الحل في ان نشارك في هذا القتل ؟
من المنطقي بعد تهديد داعش بنشر نشاطها في الاردن أقول من الطبيعي ان يفكر الانسان في كيفية الدفاع عن نفسه وعائلته ووطنه، من الطبيعي ان نفكر في ان نحمل السلاح ونقاوم الشر القادم . لكن هل هذا هو الحل بالفعل؟
ان الإرهاب هو عرض من أعراض المرض وليس المرض نفسه، والطبيب الناجح يعالج المرض لا فقط الأعراض. وان كان من واجبه أيضاً وقف الأعراض عند حدها .
بالتأكيد علينا جميعا في أردن الخير والحب ان نقف صفا واحد للدفاع عن وطننا ننسى كل شيء ونضع الاردن وحمايته في المقام الاول ونقدمه على اي مصالح او أهواء .
ان المرض الحقيقي هو الكراهية وعدم قبول الغير. المرض ان يظن الشخص انه هو فقط ولا احد غيره ، وهذا ما يشعل روح القتل والذبح والإرهاب ، ومن المؤكد ان القمع والاستبداد والفقر والظلم أيضاً ساهمت وتساهم في خلق التطرف والإرهاب.
العلاج هو ان نقابل هذه الروح الطاغيه بان ننشئ جيلا قادم يحب ويقبل اخلاف الاخر ، جيل متفتح العقل وصاحب ضمير حي، يحترم الآخرين وان اختلفوا عنه في كل شيء.
الحل بان نبدأ نحن بنشر المحبة بدلا من الانتقام . بهذا الحب نحصن بلدنا وأهلنا من ان يستغل الشر ظروف المنطقه لنشر مزيد من الكره والحقد. الحل في رفض الكره والتطرف وفي رفض كل من يدعو له لان النار ستصيب الجميع بالنتيجة. اذ ان الكراهية سرطان لا يبقي على شيء نقي او حي.
فيا ناس احبوا الناس. واحبوا حق الاخر في الحياة والعيش. يا ناس اقبلوا الاخر واقبلوا حقه بان يكون له حرية الاختيار وتقرير الافضل له ما دام لا يتعارض ويؤذي الاخرين. عندها سيقبل الاخر حقكم في الحياة .
حمى الله هذا الشعور بالمحبة وحمى الله اردننا وشعبنا وجيشنا وامننا وقيادتنا عزيزين مصانين من كل شر
Haytham M.Ereifej
Attorney at Law
Haytham M.Erefej & Associates
Amman- Jordan