"أرجو الرد،
أرجو قبول صداقتي"...
وفي كل مرة اعتذر عن قبول الصداقة بسبب "الاسم الوهمي" وصورة "الممثلة التركية" او الهندية" او حتى "بوكيه الورد الجوري" ولوحة حصان تحتضنه امرأة.
اجابتي الحاسمة هذه، كانت خلف اعتراف بالاسم، العمر، المهنة، مكان السكن وتفاصيل أخرى، كان من ضمنها تبرير استخدام الاسم الوهمي وصورة "بوكيه الورد" في العالم الافتراضي عن الاسم الحقيقي والصورة الحقيقة.
نعم، هو السلطان، الاب والزوج، ولربما الاخ والابن، الذي يصمم في كل مرة على ان "الحرملك" هو عالم المرأة الافتراضي والواقعي ايضا.
سجن عصر الكهف والفضاء ايضا، وفي كل عصر ينسى هؤلاء، في كل مرة يمنعون المرأة من ممارسة حق الحياة، والحرية ، ان الغرف المغلقة والسرية، "الحرملك" ،القسم المخصص فقط للنساء الذي يصنعون بإيديهم ، كان ومازال ممسكا بزمام كل "الالعاب" حتى السياسية منها.
التاريخ شاهد على أغلفة مجلات كانت تتصدر فيها صور المرأة العربية، مناضلة، كاتبة، متخصصة، عالمة، وحتى مختالة تقف بشموخ وترتدي ثوبا تراثيا تحكي فيه قصة عروبتها للعالم.
اليوم ممنوع على المرأة ان تضع اسم او صورة هي حقيقتها، وفيها وجودها، بالمقابل ، ومن خلف اسوار "الحرملك" او داخل "الحرملك" هي هناك، تدون وتشارك ، بعضهن يكتب عن المشاعر ويرسمن اجمل اللوحات، بعضهن يكتب نقدا اجتماعيا لاذعا ، وهناك ايضا من يمتهن الكتابة السياسية والساخرة، وتشارك اخريات بالقراءة والاعجاب.
احذر!! عزيزي السلطان الحرملك ، الباب المغلق عن العالم، اثرى الخيانة والجاسوسية، اذ فيه تبرم الصفقات وتحاك قصص الاطاحة حتى بالسلطان نفسه.
في العام 2015 أكدت نتائج دراسة عربية حول استخدام المرأة لمواقع التواصل الاجتماعي أن 87% من النساء يتخفّين وراء أسماء مستعارة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتبين ان نسبة عالية وحضوراً قوياً للمرأة على الشبكة العنكبوتية ولو باسماء مستعارة، اذا هي تستخدم الانترنت ومن داخل الحرملك، ايها السلطان، ويبقى الاجدى لك ان تعطيها الامان وتفتح باب "الحرملك".