جهاز "كشف الكذب" الروسي !!
حمزة العكايلة
02-02-2016 08:06 PM
اخضعت روسيا مؤخراً موظفي الحكومة لاختبارات "كشف الكذب" تجريها السلطات في موسكو باستخدام أجهزة خاصة، كإجراء لمكافحة الفساد، وبالأخص للعاملين في قسم المشتريات.
الاختبار الذي نقلته وكالات أنباء عالمية يُخضع الموظفين أيضاً لتحليل بصمة الصوت، كإجراء لمنع الفساد، بخاصة أن موسكو تأتي في المرتبة 119 في قائمة منظمة الشفافية الدولية للدول الفاسدة، وتضم في عضويتها 168 دولة.
على هذا النحو، هل يستفيد الأردن من التجربة الروسية، في كشف كذب بعض المسؤولين؟، "هذا إن كان المسؤول في بلادنا يكذب!"، ودعونا من مسألة كشف فساده فربما هذا يعرض المرء للمساءلة تحت بند "اغتيال الشخصية"!.
الأردنيون دائماً كانوا يتندرون بطرفة، عن جهاز يكشف الشخص الكاذب، مجرد سماع صوته ينطق "كذاب كذاب"، وبالعكس للشخص الصادق ينطق "صادق ..صادق".
وعلى هذا النحو أيضاً لو تم عرض بعض المسؤولين في الأردن لجهاز الكذب الناطق، كم ستكون نسبة الكاذبين، وليتخيل مسؤول ما، في ساعة ضمير أنه سُيعرض أمام الجهاز، وليتخيل أن هذا البرنامج يعرض مباشرة على الهواء، "يا الله إنه موقف رهيب" باعتقادي سيكون البرنامج الأكثر مشاهدة في الأردن.
ولنتخيل حين يبدأ أحدهم بالحديث عن انجازاته الوهمية يبدأ الجهاز بالنطق على نمط أجهزة الريبورت أو ألعاب الأطفال "كاذب كاذب" ثم لنطوّر البرنامج حول أكثر المسؤولين كذباً، باعتقادي أن المتنافسين على الصدارة سيكونون قلة.
أحد الأصدقاء تندر ضاحكاً، بقوله لدى قراءة الخبر، إن الجهاز سينطق بعبارة "كاذب" لدى رؤيته بعض المسؤولين قبل أن يتكلم، وأن الجهاز ربما يتعرض لاستبدال في شيفرة كشف الكذب، وبهذا نتفوق على التجربة الروسية، "حقاً إنه "فساد وكذب ومعاً"، مثلما قال إن عملية شراء الجهاز ذاته ربما تتعرض لعملية فساد.
بعيداً عن إمكانية استنساخ هذه التجربة، فإن في الأردن مسؤولين صادقين حتماً، وهم ليسوا قلة، لكن في الطرف الآخر هناك من يرسم صورة سوداء باعتبار مؤسسات الدولة مزرعة له، ويمتهن الكذب، ويرى فيه "ملح الرجال"، وبالمناسبة يبدو أن صاحب هذه المقولة واحد من أشهر الكذابين في التاريخ، وهو لا يعلم أن هذه المقولة أسهمت في رفع ضغط الناس من كثر ملحه.
خلاصة القول هل يؤيد الأردني استنساخ هذه التجربة؟، وهو يقرأ تقدماً واضحاً في مرتبة المملكة على مؤشر مدركات الفساد الصادر الاسبوع الماضي، باحتلالها المرتبة الثالثة عربياً بعد قطر والإمارات، وفي هذا يسأل أحدهم، "فما حال بقية الدول العربية؟".