facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




هل بالحرب وحدها نحارب الارهاب


د. سامي الرشيد
02-02-2016 01:06 PM

تساعد العولمة في تكوين فئات جديدة ممن يملكون وغيرهم ممن لا يملكون ,على اذكاء نيران اغلب الاشكال الحالية من الشعوبية بصرف النظر عن الاختلافات الوطنية,وفي الوقت نفسه تستغل التكنولوجيات الجديدة ,التي لولاها لما كانت العولمة في حكم الامكان لتعبئة الناس وتحريكهم لأسباب شعوبية ايضا.

النبرة التي تتحدث بها الحركات الشعوبية ,سواء في اوروبا او اسيا او الولايات المتحدة ,قد تشير الى ان اهل النخبة اقوى مما ينبغي ,وانهم يهيمنون على الضعفاء من الناس العاجزين عن التعبير عن آرائهم بسبب ضجيج الليبراليين وانصار التعددية الثقافية في المدن ,وهذا يعد شكلا من اشكال جنون الاضطهاد الشعوبي ,والذي يروج له في الولايات المتحدة واوروبا مضيفو البرامج الحوارية في الاذاعات والتلفزيونات.
لكن هناك طريقة اخرى للنظر الى ارتفاع موجة الشعوبية في مختلف انحاء العالم ,فالمشكلة الحقيقية التي تعيب النخب التقليدية ,قد لا تكون الاستحواذ هلى قدر اعظم مما ينبغي من السلطة بل قد يكون العكس هو الصحيح.

يرتبط انعدام الثقة في النخب السياسية بتشكك مبرر مفاده ان الحكومات المنتخبة تتمتع بسلطات ضئيلة.
ان الناس يلوذون في اوقات عدم اليقين بالزعامة القوية التي تتمتع بها الشخصيات الكارزمية ,التي تعد بالتخلص من الفساد والوقوف الى جانب الضعفاء في مواجهة الساسة الانانيين ,بحيث تفرض تهديدا خطيرا على الديموقراطية وتعرض الرضا الشعبي عن الحكومات للخطر.

لكن لو اعتبرنا ان الولايات المتحدة والدول الغربية بلد الحريات والديموقراطية التي يطبقونها على شعوبهم داخل بلدانهم,وهم يعلنون رغبتهم في مساعدة دول العالم لمحاربة الارهاب واعطاء حقوق للانسان ,فهل هذا صحيح؟

ان محاربة الارهاب مسؤولية دولية ,ومنطقة الشرق الاوسط تعاني من مشكلات مزمنة ,سواء اقتصادية او سياسية.
هناك دول تثير البلابل والمشكلات الداخلية من خلال تأجيجها الاستقطاب الطائفي أو دعمها ميليشيات تحارب عنها بالوكالة.

لا بد ان يكون للمجتمع الدولي وقفة في مواجهة هذه السياسات التي كانت وما زالت خلف الكثير من الصراعات والحروب التي هي الارضية الخصبة للخلايا والتنظيمات الارهابية.

هناك مسؤوليات امام دول العالم عليها مواجهتها وعدم تجاهلها هي مراقبة النمو الاقتصادي في العالم وضمان استمراريته وتطوير البنى التحتية وايجاد وظائف للعاطلين عن العمل.

الاقتصاد اصبح القضية الملحة للحكومات في العالم ,فمن غير اقتصاد ناجح يصبح اداء الحكومات محل تشكيك ويولد عدم استقرار داخلي ,والامر الذي يعوق معدلات التنمية هو الارهاب الذي يشغل الحكومات عن مهماتها الاساسية ,ويستنزف مواردها ويثير القلق في مجتمعاتها ,ويحجم رغبة المستثمرين في ضخ مزيد من الاستثمارات ,الامر الذي ينعكس على تباطئ اقتصادي وارتفاع معدلات البطالة ,وهي بدورها تسهم في زعزعة الوضع الداخلي ,اي انها حلقات مرتبطة ببعض والنتائج ستنعكس سلبا على الجميع.

منطقة الشرق الاوسط مثال يجسد ذلك في مشكلاتها السياسية والاقتصادية.

هل استخدام الحرب هو الطريقة الوحيدة للقضاء على الارهاب ام هناك طرق عديدة لمعرفة اسبابه ومصادره وداعميه ؟

انهم يفتتون ويدمرون منطقتنا في العراق وسوريا واليمن وليبياوالسودان ومصروغيرها ويشجعون ويدعمون المنظمات الارهابية بها حتى لا تقوم لها قائمة.

تقوم الان الدول العظمى بمحاربة الارهاب ,وفي طريقها تقوم ايضا بقتل الابرياء وتحطيم البنية التحتية وتدمير الاقتصاد.

السؤال الذي يطرح نفسه, من اين يأتي الارهابيون بالمعدات المتطورة والاسلحة الحديثة,وكيف يستطيعون التنقل في مناطق عملياتهم المكشوفة ,دون اي تهديد لها ومن اين يأتي التدريب والتمويل ؟
هذه كلها امور لا تخفى على الجميع ,لان القتل والدمار يخص ابناء شعوبنا المسحوقة ويشتتها ويهجر ابناءها ويحرمهم من الحياة الكريمة.
نأخذ مثالا في مدينة سبتة التي يقطنها اناس من مختلف الديانات, لقد أضاء المسلمون الشمعدان اليهودي جنبا الى جنب مع اخوانهم الهندوس والمسيحيين في احد الاحتفالات الدينية ,وبعد فترة من الوقت شارك اليهود مع الهندوس والمسيحيين ,المسلمين في احتفالاتهم بعيد الفطر والاضحى,وانشد الهندوس مع المسلمين في ذكرى مولد الرسول الاعظم
كما احتفل الجميع في الاعياد الدينية المسيحية.
في احد الايام اراد المسلمون بناء مسجد جديد ,فتطوع كل من في الحي للمساعدة ,فالهندوسي تبرع بالمال ,والمسيحي تبرع بالارض واليهودي تبرع بالبناء والتعمير.
الناس يعيشون في سبتة متآخين دون شعور بالتفرقة والعنصرية.
ان الاستعمار هو الذي عمل على تفريق الشعوب وتمزيقهم لتطبيق مبدأ فرق تسد.
نعود ونقول ان الله خلق الانسان وكرمه على سائر مخلوقاته ,وجعله خليفة في الارض ,ومن هذا المنطلق منحه الخالق الممكنات التي تعينه على اداء رسالته الكبرى ,الا وهي الاعمار بمفهومه الشامل الذي يعني مناحي الحياة كلها اعمارا,اعمار يبدأ بالانسان جسدا ,فهما ,عقلا ,وتفكيرا ولا ينتهي بالبنيان فقط,بل يمضي ابعد من ذلك ليعم كامل المحيط من معارف وعلوم وصولا للغاية لتحقيق اعمار الارض.
د.المهندس سامي الرشيد
dr.sami.alrashid@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :