يا الله.. ما أقساك أيها القدر! ألم تكن قادرا على أن تمهلها بضعة أيام فقط؟

لا ندري كيف طاوعك قلبك أن تخطف منّا (هديل ) قبل أن تحصل على نتيجتها في امتحان الثانوية العامّة، هل تعرف أيها القدر أنّها لم تكمل الثمانية عشر ربيعا من عمرها الجميل؟

هل تعرف أنّك بموتها قد شطبت كل دفء البيت و الحارة والمدرسة؟ هل تعرف أنّك حوّلت كلّ بياض الثلج في جبال الكرك إلى سواد الحزن و الألم على فراق تلك الصبية  التي لم تفارقها الابتسامة رغم كلّ الام الدنيا التي رافقتها، ربما يفيد تذكيرك أن حقيبتها و كتبها وأقلامها و مساطرها ما زالت بانتظارها لتكمل فصلها الثاني بين زميلاتها اللاتي يحملن أحلام التحليق مع الفراشات والعصافير بين الغيوم ساعات الشفق؟ لقد طوت أمها مريولها بعناية بانتظار دقات أجراس المدارس.

بأيّ صورة ستعرف زميلاتها الفرح لحظة إعلان نتائج التوجيهي و قد فقدنا أروع و أعذب زميلاتهنّ و أحبّهن الى معلمات و مديرة المدرسة.

لقد خنقت زغرودة طالما انتظرتها أمها وجدتها لتطلق كلّ الفرح و تشهر كل الأمل بغد رائع كان مؤمّلا له أن يكون.

لقد خطفت فرحة أب انتظرها كل هذا العمر بعد أن حلم باليوم الذي يزف فيه ابنته إلى جامعتها، لقد أوجعت كثربّا كلّها، لقد أوجعتنا وأمطرتنا بغيوم الأسى وحسبنا الله و نعم الوكيل و عزاؤنا بقوله تعالى : " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"

فهديل ابنة الخال الصابر سميح فلاح القرالة ترفض اليوم أن تصعد روحها إلى بارئها إلا و قد بشرت والديها بأن صبرهم سيتنزل عليهم رحمة و هداية فإنا لله و إنا إليه قانتون بالدعاء بأن تتنزل عليها رحمات الله و أن تحل السكينة و السلوان على ذويها وأهلها وكل من عرفها..

* مراد كمال القرالة