شخصيات سوداوية .. النائب خلود الخطاطبة
31-01-2016 11:21 PM
اتعرض مؤخرا لسؤال مكرر
من المقربين والمتابعين عن سبب توقف قلمي عن الكتابة ...وانا النائب ممثلة الشعب ..والصحافية من قبل !!
وبالرغم من انني وصلت الى مرحلة عدم الرغبة في الإجابة احتراما لوطني والشرفاء فيه ونفسي
، الا ان الإلحاح في السؤال ممن عرفوا وأدركوا قلمي وتوجهي دفعني لبعض التوضيح !!اعزائي ..لم اكن يوما من الشخصيات السوداوية ..او المحبطة الخانعة ..لكنني اؤمن بأن حياة اي بلد واي انسان ايضا تمر في مراحل عده ..ولكل زمان ظرفه وشخوصه ...وللاسف لااشعر على الاطلاق بأنني ومن يشابهونني لنا تأثير ومكان في هذه المرحلة الزمنية من عمر الوطن الذي اعشق وأتألم اشد الألم لما آل اليه نتيجة سيطرة بعض الشخصيات على مواقع حساسة في صنع القرار ...تنقسم بين الشخصية الانتهازية الاستعراضية المنافقة ...وبين الشخصية المنتمية للمصلحة الفردية والمال دون ادنى اعتبار للمصلحة العامة ...ومابين الشخصية الماكرة بذكاء والحاقدة على الوطن المسكين في الوقت الذي تتغنى فيه بالانتماء والوطنية والولاء !! وما بين الشخصية المتسمة بالجهل والخواء ووضعت في قيادة موقع تجهل ماهيته وماهية التصرف فيه فسعت الى تسيد الجهلة امثالها كي لاتتكشف فهي وكل الشخصيات التي سبقتها حريصة على استبعاد كل محب بصدق لوطنه وارضه ..وكل ذي كفاءة واقتدار كي يضمنوا لأنفسهم الاستمرار في مواقع قيادية لم ولن يستحقوها يوما .
وفي ظل كل الغوغاء والتشويش من قبل هذه الشخصيات وأتباعها ..تطغى غوغائهم على صوت شرفاء الوطن العاشقين لترابه واهله الحريصين على امنه واستقراره المدركين لأبعاد كل ما يحدث يحاولون رفع وتيرة صوتهم منبهين لخطورة ماتحدثه الغوغاء من ضرر للوطن لكن لاحياة لمن تنادي...ليس ضعفا او انسحابا ولكن خوفا من ضياع اصواتهم واختلاطها بالغوغاء يلتزمون الصمت حفاظا على فكر سوي ووعي ببواطن الامور انتظارا لتلاشي الغوغاء .ولكن مما يثقل كاهلهم ايضا سياسة التعميم لكل سلبي في الشارع والتي جاءت نتيجة سياسات ممنهجة من قبل بعض اصحاب القرار الذين آخر همهم الوطن والمواطن لإحباطه ليعمل ضد نفسه وتشكيل حالة من السوداوية في الشارع كي يستطيعوا السيطرة برأيهم .
حاولت في بداية وصولي الى مجلس النواب ان ابرهن ان الحق وصوت المواطن المنتمي لأرضه وقيادته يعلو وسيعلو يوما اكيد!! .. واول ما حصدته الضريبة الاولى حرماني من الكتابة في صحيفتي واتخاذ اجراء تعسفي بحقي وانا نائب ومشرع !!!!! اضافة الى كوني عضوفي نقابة الصحافيين الاردنيين والجمعية الفيدرالية العالمية للصحافيين !!! لكنها كانت تصفية حسابات من السلطة التنفيذية التي تتغنى بالتشاركية والاصلاح والديمقراطية ناهيك عن كم كبير من الضرائب التي فرضت علي !! واؤكد ان صمتي على مصادرة حقي بالكتابة حينها لم يكن ابدا نوعا من الضعف بل احتراما مني لنفسي بعدم خوض معركة شخصية جانبية تلهيني عن هموم وطني و عن واجبي كمشرعة والانجراف وراء صغائر الامور ومجاراةالطرف الآخر بضحالة تفكيره .
حرماني من منبر مهم للكتابة وتجميد قلمي الذي احببت والذي يعزز موقعي كمشرعة في خدمة وطني احتملت وقف تدفقه مرحليا .. في ظل انتشار بعض الاقلام المأجورة والمتملقة وبعض الجهلة الذين يقودون الرأي العام والشارع دون رقيب ..وتنحي او تنحية الفكر والاقلام الواعية المهنية المحبة للوطن دون اطماع.
وفي ظل كل هذه الظروف بقيت عالقة في ذهني جملة لسياسي اجنبي صديق للعائلة جاء لزيارة الاردن وصف الاردن "بالبلد المعجزة"مشيرا الى التطور الهائل فيها ومستوى المواطن الاردني المميز في كل المجالات وجمال العاصمه ونظافتها رغم محدودية او بالاحرى انعدام الموارد..والاهم من ذلك كله مستوى الامان والاستقرار الذي حافظنا عليه رغم ان المنطقة من حولنا في حالة غليان مستغربا ومعجبا بتماسك الاردن وحب الشعب للنظام النابع من تقدير واحترام لانفاق وخوف كأغلب الدول المحيطة.
وهنا اقول بأن منعة بلدنا وقوتها واستقرارها مستمدة من نظام حكيم يحمل فكر متحضر بأفق واسع لم تراق نقطة دماء بتاريخه مؤمن بكل معاني الانسانية ...واجهزة امنية قوية قادرة على ضبط الايقاع السياسي بفكر متحضر انساني مستمد من نظامها في ظل تفرغ السلطة التنفيذية لمهام اقتصادية فقط عليها كثير من الانتقادات .
وفي النهاية اؤكد مقولة "لن يصح الا الصحيح "سينتهي زمن الاستعراض والنفاق والجعجعة الفارغة الطامعة للمناصب المتاجرة بالوطن والمواطن قريبا لان شعبنا واع رغم صعوبة الظرف ومهما حاول البعض تضليله من خلال اشاعة الاحباط والسوداوية فلن يحقق هدفه لفترة طويلة .