فجأة ، وبدون سابق إنذار ، وبكبسة زر ،أو كما هو دارج"نسخ ولصق "، غرقنا في أخبار بلدة مضايا بريف دمشق ، وذهلنا من صور الموت فيها ، بسبب الحصار المفوض عليها من قبل قوات النظام السوري ، الحليف الصادق الصدوق لمستدمرة إسرائيل أبا عن جد وحاميها من الجهة الشمالية ، حيث كان الجد سليمان الجحش ،على إتصال وثيق مع الوكالة اليهودية إبان البحث عن تحقيق الجلاء مع باريس.
ما يذهل في قصة مضايا ، أن الإعلام العربي الغبي المتلقي ، أسهم في الجريمة ، كونه كما قلت متلق ليس إلا ، ولم يعتد أحد في الإعلام العربي على صناعة الخبر ، بدلا من تسويقه حسب رغبات وأهواء البعض .
الأسئلة كثيرة حول مضايا ومجاعتها ، وهي محرجة ومقززة وضاغطة ، إذ هل يعقل وسوريا تعج بأجهزة المخابرات العالمية المجهزة بكل أنواع المعدات التجسسية ، ألا يكتشف أحد من هذه الجهزة أن هناك بلدة بالكامل محاصرة وينهشها الجوع ؟ وهل عميت الأقمار التجسسية الفضائية عن إلتقاط صور لمضايا ، ونحن نعلم أننا مراقبون عن بعد وصوتنا مسموع حتى ونحن نهمس ، ثم لماذا لم يقم أهالي مضايا بالإتصال مع الفضائيات وما اكثرها في سوريا للإبلاغ عن المجاعة؟
هنا يكمن بعض السر ومن هنا يجب أن تبدأ نقطة التحقيق ، فبعد أن إنهمرت أخبار المجاعة في مضايا ، بتنا لحظيا وفي كل نشرة أخبار عربية مصورة ، نسمع إتصالا من أحد سكان مضايا وهو يتحدث لهذه الفضائية او تلك ، عن المجاعة وعن معاناة أهل مضايا ، وأكرر السؤال : لماذا لم يبادر هؤلاء بالإتصال مع الفضائيات للإبلاغ عن المجاعة قبل إنكشاف الحال ؟ وعندما يقول قائل أنهم لم يكونوا يمتلكون وسائل إتصال ، أسألهم : ما داموا كذلك كيف حصلوا على وسائل الإتصال بعد إنكشاف المجاعة ؟
هناك لغز ما يزال مجهولا عن مضايا ، ومن الأسئلة : لماذا الكشف عن مجاعة مضايا اليوم ، وما سر تدفق صور المجاعة الكارثة وبهذه الصورة ، وما علاقة النظام والجماعات المتحاربة في الموضوع؟
في تصريحات للمنظمات الإنسانية الدولية العاملة في سوريا ، أفادوا أن ما رأوه غير مسبوق ، ونحن كما قلت رأينا بدورنا ما نشرته وسائل الإعلام العربية عن مضايا ، والسؤال هل للنظام علاقة بالأمر، وهل الواقعة لها علاقة بالحديث عن مفاوضات مرسومة بالقلم والمسطرة والفرجار كانت موسكو الوصية على سوريا خلاله ، ترسم ملامح المفاوض الشعبي السوري مع قاتله ؟
الغريب في الأمر أن المجتمع الدولي وتحديدا دول الخليج العربية وفي المقدمة قطر ، تقوم بدورها خير قيام في إغاثة اللاجئين السوريين خارج الحدود ، وتقديم الكثير من المساعدات داخل سوريا ، كما ان مساعدات دولية إنهمرت على سوريا بعض فضيحة مضايا ، لكن مواطنين في مضايا قالوا أن هذه المساعدات قد نفذت ،علما انه لم يمض على وصولها أيام معدودات .
سوريا بشكل عام منكوبة وهي في مجاعة تامة ، وما يجري فيها دليل قاطع على ان حاكمها منذ أربعين عاما أو يزيد ليس سوريا ، وإن حمل الجنسية السورية ، فنحن في الوطن العربي نعاني من حكام إما أزواج يهوديات أو أبناء يهوديات ، ولا تغرنكم الأنساب ، فكل الأشياء قابلة للتزوير ، واكثر من يتقن فن التزوير هم يهود بحر الخزر، وما مجاعة مضايا إلا نقطة في بحر المجاعات والمجازر ، التي أسهم فيها بطريقة او بأخرى نظام "الأسد " الأب الذي قبع في دمشق الفيحاء لأكثر من 30 عاما ، حيث إستقرت له الأمور بعد ان كانت سوريا ضحية إنقلابات عسكرية لا تهدأ وباع الجولان فمستدمرة إسرائيل ب 100 مليون دولار، وبعده تحولت سوريا لملكية إبنه بشار الذي سلم سوريا إلى روسيا ، نظير حمايته ، كل ذلك جاء بترتيب ودعم من "الجارة "العزيزة ، مستدمرة إسرائيل ، التي ضغطت على صناع القرار في العالم لعدم إسقاطه.