نشرة اخبار الثامنة مملة وبالكاد يمكن احتمالها لمجرد دقائق قليلة، والقائمون على استديو الاخبار ليس بيدهم اي حيلة وهم مقيدون لنقل اخبار الحكومة والاعمال الرسمية، وفوق ذلك تزويقها ويفشلون بالامر وغالبا ما يتلقون اللوم رغم ساعات انتظارهم لخبر لم يعد بعد ان في الرئاسة او اي ديوان اخر، والامر نفسه ينطبق على الصحافة اليومية التي تصدر كل صباح وعلى صدر صفحاتها الاولى ذات الاخبار والعناوين ونفس الصور ايضا.
الانكى والاكثر وجعا للقلب ان التلفزيونات الخاصة التي عول عليها في لحظة وهي تكشف عما يثير الشفقة غالبا والقرف من اكثرها، فالتي بدت واعدة الان اسوأ من الرسمي لجهة الالتزام بالخبر الاول ليكون حكوميا ورسميا وما بعد ذلك ليس من اي جهد خاص بها، في حين يلف السخف ما تبقى لجهة اي امر حصري خاص وانما نقل مما ليس لها فيه اي جهد سوى المنتجة مما يبث عبر الانترنت ويمكن نسخه ليكون موضوعا لبث مكشوف امره انه مسروق عمليا. والاكثر سوءا النصب والاحتيال لناحية عدم دفع الاجور للعاملين من المستويات كافة.
في الصحف الكبرى الاوروبية والامريكية يسبق خبر عن فنانة خبر اي رئيس بحسب الاهمية والتميز والاحساس باهمية الموضوع، وقد صدرت قبل فترة صحيفة تركية راس خبرها عن راقصة حققت تميزا وكانت صورتها متقدمة بالحجم والمكان عن خبر لاردوغان. ولو ان امرا مثل هذا يحصل هنا لقامت الدنيا على من تجرأ، ورغم ذلك فإن اشد المعاناة تعيشها الصحافة، والدستور مثالا رغم استمرارها في سياستها وهي لا تمل من حمل الراية بنشر الصور على الصفحة الاخيرة لرفع المعنويات، والامل بتلقي العون على كل ذلك مفقود او انه معدوم اصلا لان الحسابات مختلفة.
في كل الدول المتخلفة تكون الصحافة متخلفة ايضا، ومثلها شتى انواع مؤشرات الحياة بما فيها الرياضة واعمال الفن وما خص اي ابداع ليوأد في مهده، وقد تكرر مرارا ان البلد الصغير لا ينتج الا صغارا، وليشر احد لكبير هنا من هذه المستويات علما ان هناك منهم ولكنهم دائما يكونون هناك في اي مكان وليس هنا ابدا.
السبيل.