"وقف رجلٌ جميلُ المنظر و الهندام أمام سقراط يتمختر و يتباهى بلباسه ويفاخر بمنظره. فقال له سقراط: تكلم، حتى اراك. "
قد علمت ان ليس كل ثري غني و ان الامر لا يتعلق بما يقتنيه الشخص من ممتلكات زائفة زائلة بل بما يمتلكه من خامة فكرية و أولويات واضحة ورح شفافة.
الغالبية تعيش ساعية رراء المتعة واللذة لدرجة اننا أصبحنا أفراد مستهلكين غير منتجين مستقبلين لا مرسلين.
من صفات المجتمعات المستهلكة انها فقيرة بالإنتاج الفكري و مقفرة من الابداع مع حقيقة ان الأغنياء يزدادون غنى ماديا، و الفقراء فقرا. لكن بالحقيقة الامر لا يتعلق بما نقتنيه من زينة خارجية و زخرفة زائلة لان هذا هو الفقر بحد ذاته بالرغم من كل مظاهر الثراء.
عندما نرى قيمة أنفسنا بما نلبس او نأكل او نشرب او بنوع السيارة او الهاتف الجوال الذي نقتنيه او المجوهرات التي نلبسها فمعناه بأننا حصرنا قيمة ذاتنا في خانة المجتمع المستهلك غير المنتج و غير المبدع و لا لوم على الامم الاخرى ان لم تحترمنا.
وعندما تكون لغة الاستهلاك فقط ِهي السائدة ونعيشها دون ان ندرك، تكون النتيجة موت روح الإنجاز والفكر ونعيش في حالة اللافكر والفقر الثقافي ونصبح مجرد متلقين نعيش عالة على ما ينتجه الآخرون.
وعندما تكون لغة المجتمع هي الاستهلاك فقط نعيش مرحلة السبات الذهني، بل حتى الايمان يبرد.
بين أيدينا تطور تكنولوجي هائل لنستعمله ونستغله لنتطورمعتمدين على أساس تاريخي علمي عريق ونتقدم بخطوات ثابتة علمية جادة ومبرمجة.
لا تنقصنا العقول ولا الموارد البشرية، بل نحتاج للروح وتلك الشرارة التي تشعل الهمم، ونحتاج لرواد يقودون الطريق في رحلة الألف ميل.