محمد شاكر و ملهاة الحكومة التي لا تنتهي
عدنان الروسان
30-01-2016 04:02 AM
لولا أن نفس المواطن الأردني مقرمزة و مسكرة عن الضحك لبقيت أضحك حتى أنقلب على قفاي ، أو أحدث فينتقض وضوئي و تزل هيبتي بين من حولي من الناس و السبب دولة الرئيس أطال الله في عمره و أبقاه و أ...أبقاه ، و الله الحكومة ما في منها ، بتجنن عالآخر ، الحكومة سنت قانونا للأرصاد الجوية ، و الأرصاد الجوية عندنا قضية كما يعلم الجميع ، فدائرة الأرصاد الجوية منذ أن كان الدوار الثالث برميل و هي لا تعرف أن تتنبأ وما بتزبط معاها أبدا فكلما ضربتها يمين بتيجي شمال ما حدا بعرف ليش ، هيك خلقة الله ، و كانت أحيانا تستعين دائرة الأرصاد بالشيوخ الذين تتوسم فيهم الصلاح من وزراء أوقاف أو غيرهم فتناغشهم و تداعبهم بلكي يصلوا صلاة استسقاء و يخرج المصلون و الشيخ عندما تصل الغيوم إلى منطقة صويلح و ما أن تنتهي صلاة الاستسقاء حتى تعود الغيوم ناحية الغرب و يتسود وجه الأرصاد التي أعلنت عن أمطار غزيرة متوقعة ، و يعود الشيخ ناقما على المصلين الذين لم يكونوا يدعون من كل قلوبهم و يعود المصلون ناقمين على الشيخ الذي لا تقبل صلاته متهمين إياه بالنفاق.
المهم قصة طويلة ، ما بتهمنا كثير ، الحكومة أصدرت قانونا جديدا للأرصاد الجوية من بين مواده يعاقب بالسجن من ستة أشهر إلى سنة و بغرامة من ألف دينار إلى عشرين ألف دينار كل من تنبأ بالحالة الجوية للمواطنين دون ترخيص ، خلي واحد أخو أخته منكو من اليوم و طالع ، يتفلسف و هو قاعد بالسهرة و حوله عشرة مواطنين و يقول " شكلها بكره شتاية" رايح ينزم من رقبته عالجويدة بأمر دولة الرئيس ، ممنوع تحكي بالسياسة و تعكر صفو العلاقات مع الدول الصديقة و الشقيقة ، و ممنوع تحكي عن إسرائيل لأنه إسرائيل بتزعل ، و ممنوع تحكي بقضايا الانتحار و القفز عن الطابق الرابع بالمجاوز ، و ممنوع تحكي بالشتاء و المطر و الغيوم ، طيب شو بدكو نحكي ، لأ عن جد دولة الرئيس ، ألا تلاحظ أن الحكومة زادتها و قربنا نصير " مظحكة لكل الناس " شو يازلمة ممنوع حدا يحكي بحالة الجو ، بالله عن جد الحكومة تريد أن تبعث بمشروع القانون ذاك إلى مجلس النواب يا جماعة فكروا بالموضوع شوية ، مشروع القانون أن وصل إلى المجلس سوف يوافق عليه فالمجلس مؤدب و لا يرد سائلا على أبوابه خاصة دولة الرئيس.
القانون لا يتماشى مع الأردن الديمقراطي ، الأردن المنفتح ، الأردن الذي يريد أن يصل إلى مصاف الدول المتقدمة ، قربنا نصل إلى مستوى الصومال و جمهوريات الموز و البطيخ المحمض ، عيب و لا يجوز ، حكومة تفصل قانونا كي تمنع مبدعا صار أكثر كفاءة و مهارة و مهنية من دائرة رسمية لها موازنة من جيوب المواطنين و لا تعرف المنخفض من المرتفع ، عاشت ستين عاما من الفشل المتواصل و الفاشل يحاول أن يجد كل الأعذار حتى يغطي على فشله ، الحكومة تبتدع قانونا مفصلا على قياس محمد شاكر تماما ، لا أعرف محمد شاكر و لم أره في حياتي لكنني أعرف الوطن و أحبه و أشفق عليه عندما تقوم الحكومة بتدمير كل مبدع لمجرد أن ابداعه يكشف تقصير الحكومة و ملهاتها التي لا تنتهي.
لا بد من أن نبتدع كتالوجا جديدا للشعب الأردني تهديه الحكومة لكل مولود جديد مكتوب فيه الممنوعات و المسموحات في عهد الحكومة الرشيدة ، حتى لا يتوه المواطن و يتعلم الأدب من صغره و يلتزم بحدود اللياقة الوطنية و الأخلاق الحكومية التي لا يمكن الخروج على مضامينها و أدابها ، ولا بد أن نبدأ نسيان الكلام عن الطقس في السهرات و عن السياسة و عن الحكومة و عن أسعار الذهب أحسن ما يفكر حدا بأننا نقصد الدفائن و التي تبنت بعد حين أنها رادارات أرضية ، و أن لا نتحدث عن أسعار المشتقات النفطية ولا عن المواقع الإلكترونية و لا عن الموتى و الجمارك و الفيضانات ولا المناهل و المجارير و مدينة الزرقاء التي أصبحت مكرهة صحية دائمة ولا عن أسعار شيء رفعته الحكومة.
الله يرحم أيامك يا سمير الرفاعي ، أمانة الله انك كنت قمة في الإحساس و قد ظلمناك بعدما رأينا من بعدك ، فقد حصلت على مائة وأحد عشر صوت ثقة من مجلس النواب و لما تناولك الرأي العام بالنقد تنازلت عن الثقة و استقلت لأن عندك كرامة و عفة نفس.