تمرُّ قصة اغطية التماثيل الرومانية القديمة في شارع روما الذي يمر منه الرئيس الايراني الضيف، كما تمر القصص الكوميدية في التاريخ دون الضحك عليها بجدية الضحك منها! فهذا النفاق لرئيس دولة يتسوّق في العواصم الأوروبية، لم يتنبه إلى تماثيل روما العارية طالما انه مشغول بالتسوق بعد حرمان طويل!
لا يعرف رئيس بلدية روما من أَمَر بهذه الغرائب من الاحتشام، لكن أذكياء الصحافة الإيطالية لم يفوتهم المشهد الطريف للعراء الكاسي.. والتنبيه الى جرائم طالبان في تدميرهم لتمثيال بوذا في افغانستان والى جرائم داعش في تدمير آثار بابل، ومتاحف الموصل، ومساجد سامراء.. فالنفاق السياسي إيراني يتجلبب بالدين، هو كالنفاق الداعشي والطالباني للمسلمين، سواء بسواء!
ترى أليس الأولى بتغطية التماثيل الرومانية العارية لدى مرور روحاني المتسوّق، بمرور ملايين الناس، وعلى رأسهم بابا روما، في هذا الاحتشام المثير للازدراء؟ وهل تنبه روحاني إلى اللباس الإسلامي لآلهة روما، وأباطرتها ونسائهم فحمد الله على اسلمة الطليان من حيث لا يحتسب, أم أنه مر بموكبه دون ان يلحظ الفضيحة أو يطلبها؟
لا جواب على هذه الاسئلة, ولعل اوروبا لم تجد أنه من الضروري طرحه, في حين أنها لم تقصّر في التنديد بطالبان وداعش لتدميرهما آثارا تاريخية اقدم كثيراً من تماثيل روما, وأدهش واقرب الى الحضارة الانسانية. فالاساس هو التغني بقيم الحضارة المسيحية, والارث الحضاري المسيحي- اليهودي. ولا بأس اذا قام «مسلمون» بتدمير ملامح من حضارات البوذية والبابلية والاشورية والاكادية. فذلك يشبع جوع الازمنة الحديثة للحضارة الانسانية والتمدن البشري. فالمسلمون هم اهل الارهاب, وغيرهم يعاني منه في باريس ونيويورك وواشنطن.. ولا بأس ان يعاني العرب منه, وأن يستوطن الارهاب في وطنهم!!
تغطية تماثيل روما العارية نفاقاً للمسوّق روحاني لم تخدع أحداً, لا في ايطاليا ولا في ايران. ولم تستدع ضحك أحد عليها أو منها. فروحاني كنتنياهو يمثل إرهابية الدولة بكل ما في الإرهاب من بشاعة. فنحن أمام قتل شعوب بأكملها في فلسطين وفي العراق وسوريا ولبنان وليبيا وتحويلها إلى قطعان يُهش عليها بالعصا!
الراي