-1-
باسم الحب، نخنق بعضنا بعضا، ونكتم أنفاس بعض، ونضيق الواسع، ونخسف الضيق، وباسمه نطارد المحبوب فنحسب عليه أنفاسه، ونرصد حركة حدقات عينيه، ونتعقب ما يخطه قلمه، أو ما تخطو قدماه، و نفرض عليه أتاوة حب، أو ضريبة ناتجة عن تفسير متعسف للحب، باعتباره حق انتفاع حصري بالطرف الآخر، يبيح ما يخطر وما لا يخطر بالبال من شروط، تجعل منه أشبه ما يكون بـ القن أو المُسْتـَرَق الذي لا يملك من أمره شيئا، خارج إطار أوامر وتوجيهات سيده أو سيدته باعتباري لا أخص بالحديث ذكرا أو أنثى، فالاستبداد لا جنس له وقد يمارسه هذا الطرف بكفاءة وإبداع ذاك الطرف!
-2-
سأهرب اليوم مني إلي، سألوذ بي، كما أفعل بين حين وآخر، بعيدا عن السياسة التي أكلتنا، فحولتنا إلى كائنات متيبسة، نسيت أو كادت، نبض الدفء، او دفء النبض، أستميح القارىء الحبيب عذرا في أن أتنقل معه مع محطات من «البوح» القصير والمكثف، مما يجول في الخاطر، بين حين وآخر، فينبجس من القلب كما النبع الدفاق!
-3-
لا يوجد اصطلاح مطاط كالخيانة، فكل طرف يفسرها حسب تقديره، المهم... من يشعر باستمرار أن الآخرين «يخونونه» عليه مراجعة نفسه أولا قبل لوم الآخرين!
-4-
على هذه الأرض كثيرون ينتظرون أن يتواصلوا مع بعضهم البعض، ولا يعرف كلا الطرفين عن شغفه بالطرف الآخر، كم يخسرون، فقط لأن أحدا منهما لم يبادر!
-5-
هناك أشخاص، حينما نراهم للمرة الأولى، نحك جبيننا لنتذكر أين «رأيناهم» ؟
والحقيقة أننا لم نرهم من قبل، بل كانوا فينا!
-6-
هل تعرفون شعور عامل محطة الوقود الذي يحمل في جيبه آلاف الدنانير، ولا يملك منها غير ما يسد رمقه؟ كثيرون منا يملكون أسبابا كثيرة للسعادة، لكنهم يتعاملون معها كأنها ليست في حوزتهم، وليست لهم حتى!
-7-
من هو «الحبيب»؟ هو من يستطيع أن يُعرّفك على أحلى ما فيك!
-8-
خيالاتنا تقوم أحيانا بدور برنامج «الفوتوشوب» .. فهي إما تزيل العيوب عمن نحب، أو تزيد بشاعة من نكره!
-9-
سألتني: كم عُمرا نحتاج حتى نعيش فعلا! فقلت: بعضنا يعيش عمره، و بعضنا يعيش بعضه، وبعضنا يعيش أعمارا عدة، وبعضنا لا يعيش أبدا!
-10-
ننتظر كثيرا! بعضنا ينتظر أحدا، وبعضنا حلما، أو حدثا ما.. وكثيرون، ينتظرون إطلالة من ينتظرهم!
-11-
كم أنت مثخن بحنين، لحلم، لا تجرؤ على البوح به، إلا وأنت في كامل غيبوبتك!
الدستور