الغاء امتحان التوجيهي لسلبياته الكثيرة
01-07-2008 03:00 AM
لا يمكن أن ننشيء جيلا متسلحا بأحدث وسائل العلم والمعرفة بمناهج بالية قديمة وضعت على زمن أجدادنا
فالعالم المتطور أول ما يبدأ بتغير نمط حياته للأحسن هوأن يبدأوا بمراجعة وسائل التربية والتعليم ، وتحديثها
لتليق بالنهوض بالأمة ، وتطويرها لتتناسب مع التغيرات الجذرية التي طرأت في المجتمعات الداخلية والخارجية .ومناهج التربية والتعليم في كافة الصفوف الأبتدائية والأعدادية والثانوية في البلاد المامية تخضع الى دراسة كل بضعة سنين
واستبدال قسما منها ليليق بالركب الأنساني والحضاري
وقد قرأت قبل ايام تعليقا للزميله ناديا باكيربعنوان ،"القراءة وصناعة الأنسان " تعلق على مقال كتبه أحد
كتابنا الأردنين الفطاحل الأستاذ سميح معايطة بعنوان القراءة والكتابة في الموقع المميز عمون بتاريخ 29حزيران
اعتبره نموذجا دينماويا في صناعة التربية والتعليم بالأردن ..فقالت الزميلة ، "أن أسؤ الأعراض عن القراءة
يكون في صناعة الأنسان وأقصد في وضع المناهج التعليمية " وتقول ايضا ،"أن مناهجنا وضعت دون ادنى قراءة
لمختلف المنستويات من الطابة وفيها انحياز صارخ لمستوى واحد محدود من الطلبة" وتتساءل الزميلة باكير ،
" هل يتم وضع هذه المناهج من قبل أناس متخصصين يقرأون واقع الطالب الأردني وواقع معظم مدارس المملكة
ومحدودية قدراتها، أم أن المقصود التعجيز وألأحتفاظ بنسية مدروسة من الراسبين لعدم قدرة الجامعات أو المراكز
على استيعابهم أم ماذا ؟ "
فالمناهج أذن هي المشكلة الكبرى التي تواجه مدارسنا في الوقت الحاضر .طبعا يلي ذلك نظام التعليم ، واعتماد
الكتاب المقرر ،والنظام البريطاني القديم ..ان الكتاب المقرر وخاصة في الصفوف الأبتدائية والأعدادية أكبر عدو للطلاب.
وهو الذي يكرههم بالقراءة فيما بعد . فاسلوب التعليم ،"الحفظ بصما" يجعل الطالب أن يكره الكتاب ومحتوياته.والأسؤ من ذلك فأنه مكتوب بلغة عربية فصحى وكأن الكاتب يستعرض قدرته في الكتابة باللغة الفصحى دون أن يراعي أنه يكتب لأطفال صغار
لا تتراوح اعمارهم من 6 سنوات الى 11 في المرحلة الأبتدائية بلغة سيباوية راقية .
والعقبة الثانية التي تواجه المعلمين والمعلمات هي تنوع نسب الذكاء في الصف الواحد فهي تتراوح وبدون مبالغة ما بين 90-140 فالمعلمون لا يمكنهم من رفع نسب النجاح الى هؤلاء الذي يسجلون ما بين 90-110 لأن استيعابهم العقلي محدود ، ولا يقدر المعلمون من تطوير عقول الطلبة الذين يسجلون ما بين 130 وأعلى على اعتبار أنهم من الممتازين ، وجديرين باجتياز التوجيهي .فاللمعلمون يركزون على هؤلاء الذين استيعابهم العقلي ما بين 110-130
التربية الحديثة تتطلب وضع الطلاب حسب استيعابهم العقلي I.Q. فطبقة 90-110 لوحدهم .وطبقة 110-130 في صف واحد و130- في صفوق مختلفة .وبهذه الطريقة يمكن تبسيط المواد الدراسية الى الطبقة الأولي .والأستفادة من عبقرية الطبقة الثالثة وتشجيعهم بمواد اضافية، وألحاق المكتبات والمختبرات على أحدث ما يكون ليتخرجوا مبدعين مؤهلين ليكونوا مخترعين وعباقرة في اختصاصاتهم .
وليس من الضرورة أن كل طالب أو طالبة تنتقل الى المراحل الثانوية ..فمعدلات الطلبة خلال سنواتهم الأعدادية الثلاث هي التي
تؤهلهم للألتحاق في الصفوف الثانوية .وهؤلاء الذين حصلواعلى معدلات هابطة عليهم أن يتحولوا من الأكاديمي الى الحرف
والصناعة والتجارة شريطة أن تعتني وزارة التربية والتعليم بتخصيص مدارس مهنية وتجارية ثانوية لهم..ليتخرجوا بشهادات ثانوية مهنية.وبلدنا بأمس الحاجة الى فنين مهنين
يجب دراسة جدية لألغاء امتحان التوجيهي لسلبياته الكثيرة في مجتمعنا الأردني ..فالعائلة بأكملها تعيش رهينة لعام كامل
خلال امتحانات التوجيهي .وتتاثر مدى الحياة بعد اعلان نتائجها .عدا الصدمات النفسية العديدة التي يعاني منها الطلبة
الراسبين .فنمط حياتهم تتغير ، ويعيشون بعدها في شبه عزلة عن افراد عائلتهم والمجتمع ، وتنقلب اطباعهم الى نوع من
العصيان والتمرد وعدم المبالاة.
فوجود امتحان التوجيهي فأننا نأخذ بمجتمعنا الهاديء الى مجتمع مضطرب . ونزيد هموم الأسرة بمشاكل مادية ومعنوية نحن في غنى عنها .فالدروس الخصوصية أصبحت عائقا كبيرا لأولياء أمور الطلبه ، ناهيك عن التعقيدات الشخصية التي نضيفها لمجتمنا المسالم .
أما البديل للألتحاق بالجامعات والمعاهد والكليات ليس من الضرورة ابدا اعتماد نتائج التوجيهي ..هنالك نسبة عالية من الطلبة يرتبكون أمام شيئ اسمه امتحانات .وفئة كبيرة من الراسبين في امتحانات التوجيهي هم ليسوالأنهم غير مستوعبين المادة، ولكن عامل الخوف والأرتباك هو المسبب لسقوطهم ..والبديل هو اعتماد علامات الصفوف الثانوية للالتحاق بالجامعات فهذا اكبر دليل على مقدرة الطلاب في تتمة علومهم الجامعية ، واعتماده هو اكبردليل اكاديمي وحتى اجتماعي على مقدرتهم العقلية والأجتماعية
لذا فأن الغاء التوجيهي أمر ضروري لسلامة مجتمعنا من اضافة منغصات وعوائق اجتماعية نحن في غنى عنها
ولو تفضلت أحدى المواقع الأردنية وأجرت استفتاءا لتستنبط منه اراء الأسرةالأردنية اما على ابقاء التوجيهي أو الغائه فسنجد أن هنالك الأكثرية ستطالب بالأغائه والأستعانة بتقديرات المرحلة الثانوية الثلاث للألتحاق بالجامعات والمعاهد والكليات
فمعظم جامعات امريكا وأوروبا تعتمد عليه لدخول طلابهم الى الجامعات
واذا راعينا هذهالأمور الثلاث ، المناهج ، المقدرة الاستعابية العقلية للطلاب ، وتطوير مدارس الصناعة والتجارة والحرف في المرحلة الثانوية ،وثم ألغاء التوجيهي ، واعتماد تقديرات المرحلة الثانوية للاتحاق بالجامعات والمعاهد والكليات نكون قد وضعنا مجتمعنا في مقدمة الدول المتطورة ..وعدا ذلك سنظل نتخبط في متاهات وتعقيدات لا أول لها ولا أخر