رغم الهجوم الاسرائيلي .. بان كي مون يصر على تصريحاته
28-01-2016 08:14 PM
عمون - رفض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اتهامات اسرائيل له بتشجيع الارهاب وقال انه لا يزال يؤكد انه "لا شيء، لا شيء على الاطلاق، يبرر الارهاب" وفق المتحدث باسم.
وقال المتحدث ستيفان دوجاريك الاربعاء ان بان كي مون "متمسك بكل كلمة في التصريح" الذي ادلى به الثلاثاء امام مجلس الامن الدولي.
واضاف ان بان كي مون يعتبر انه "بعد قرابة خمسين سنة من الاحتلال وعقود من اتفاقات اوسلو، يفقد الفلسطينيون ولا سيما الشباب الفلسطينيون الامل".
وقال دوجاريك "البعض يتهم الامين العام بتبرير الارهاب، وهذا ابعد ما يكون عن الحقيقة".
واضاف ان على الفلسطينيين والاسرائيليين ان يدركوا ان "الوضع الحالي لا يمكن ان يستمر".
والثلاثاء ندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشدة باستمرار الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة واعرب لدى مخاطبته مجلس الامن الدولي اثناء نقاش حول الشرق الاوسط عن "قلقه العميق" ازاء مشاريع اسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة ووصف ذلك بانه "مبادرات استفزازية".
واكد انه "لاحراز تقدم باتجاه السلام يجب تجميد عملية الاستيطان" معتبرا ان مواصلة بناء الوحدات الاستيطانية "استخفاف بالشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي (...) ويثير اسئلة اساسية بشان التزام اسرائيل بحل الدولتين".
وراى ان "على الاطراف التحرك فورا لتفادي ان يتلاشى حل الدولتين الى الابد".
واشار الامين العام الى ان "قلق الفلسطينيين يتزايد بسبب وطاة نصف قرن من الاحتلال وشلل عملية السلام".
وردت اسرائيل معتبرة تصريحات بان كي مون "مشجعة للارهاب". وقال رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو ان بان كي مون يريد "تبرير" العمليات التي ينفذها فلسطينيون ويلقي المسؤولية على اسرائيل.
وكان أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رفضه للهجوم الذي شنه ضده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمندوب الإسرائيلي الدائم لدي الأمم المتحدة داني داون، على خلفية تصريحاته أمس الاول، التي اعتبر فيها الاحتلال والاستيطان الإسرائيليين، عائقًا أمام تحقيق عملية السلام مع الفلسطينيين، واتهمه كل منهما بأنه "يحض على الإرهاب".
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، استيفان دوغريك، اليوم الأربعاء، إن "تصريحات بان كي مون، في اجتماع مجلس الأمن الدولي أمس، حول عملية السلام في الشرق الأوسط قد أثارت الكثير من ردود الفعل، والتي كان بعضها سلبيا".
وأضاف دوغريك، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية، في نيويورك "يتمسك الأمين العام بكل كلمة قالها، واتهامات البعض بأنه يبرر الإرهاب أبعد ما تكون عن الحقيقة، لقد قال مرارا وتكرارا إنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يبرر الإرهاب، وعلينا أن نعمل معا لمحاربة المصادر والأسباب التي تغذيه".
وأوضح دوغريك أن "الأمين العام للأمم المتحدة أدان في جلسة أمس الطعن بالسكاكين، والهجمات باستخدام السيارات من قبل الفلسطينيين، واستهداف المدنيين الإسرائيليين".
لكن المتحدث الرسمي استدرك قائلا "يرفض الأمين العام اللغة التي تم اتهامه بها أمس، بأنه يمنح الإرهاب دفعة".
وتابع "أي شخص حر تماما في اختيار وانتقاء ما يروق أو ما لا يروق له من خطاب الأمين العام في المجلس أمس، إن الكلمات يمكن أن يتم تحويرها، لكن لا يمكن أن تحجب الواقع الخطير، وفي الوقت نفسه إذا كنا نريد أن نرى نهاية لهذا العنف، فإن الإجراءات الأمنية لن تكون كافية، وعلينا معالجة الأسباب الجذرية للإحباط والفشل في تحقيق حل سياسي، لأنه بعد ما يقرب من 50 عاما من الاحتلال، وعقدين بعد أوسلو، فإن الفلسطينيين - وخاصة الشباب - بدأوا يفقدون الأمل".
وقال دوغريك إن "الأمين العام أكد على الحاجة الملحة، للإسرائيليين والفلسطينيين والمجتمع الدولي، إلى قراءة الكتابة على الجدار: الوضع الراهن لا يمكن الدفاع عنه، إنه يقوض أمن الإسرائيليين ومستقبل الفلسطينيين".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قال في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت أمس، حول الشرق الأوسط، إن "التدابير الأمنية وحدها لن توقف أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لأنها تعجز عن معالجة الشعور العميق بالاغتراب واليأس لدى بعض الفلسطينيين، وخاصة الشباب".
وأضاف في نفس الجلسة "الإحباط الفلسطيني ينمو تحت وطأة نصف قرن من الاحتلال الإسرائيلي، وشلل تام في عملية السلام"، مبديًا في سابقة هي الأولى من نوعها، قدرًا من التفهم لمشاعر اليأس والإحباط التي يعيشها الفلسطينيون، قائلًا "لقد أثبتت الشعوب المضطهدة على مرّ العصور، أن من الطبيعة الإنسانية الرد على الاحتلال الذي غالبًا ما يكون بمثابة حاضنة قوية للكراهية".
وعقب انتهاء الجلسة، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بيانا، حول تصريحات بان كي مون، ذكر فيه أن "التصريحات تشكل دعمًا للإرهاب"، واتهم نتنياهو الأمم المتحدة أنها "فقدت حياديتها، وقوتها الأخلاقية، منذ زمن طويل، وتصريحات أمينها العام لا تُحسّن أوضاعها".
كما اتهم مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير داني دانون، الأمين العام بأنه بتصريحاته تلك "يحض على الإرهاب"، وقال في بيان له، إن " بان كي مون نسي أن دور الأمم المتحدة هو عدم تشجيع الإرهاب لأي سبب من الأسباب".(وكالات)