عندما وقع الاختيار على مدينة جرش لتكون عاصمة اتحاد الديكابوليس، وهو اتحاد عشر مدن رومانية يعود للقرن الأول قبل الميلاد. فلانها المدينة الاجمل والمدينة الاكبر والمدينة التي تغتسل بمياه نهر الذهب، وقد بقيت هذه المدينة الوحيدة من بين تلك المدن على عظمتها السابقة.وتنام هذه المدينة الوادعة منذ أكثر من 3000 عام في احضان تاريخ عريق نسجت فصوله وكتبت صفحاته حضارات الاغريق والروم والعرب المسلمين ممن جاءوا اليها غزاة أو فاتحين.
ولما اصبحت جرسيا، عاصمة (المدن العشرة ) التي أسسها بومبي 63 قبل الميلاد في شمال الأردن لمواجهة قوة الأنباط في الجنوب قرر لها هذا الامبراطور ان تكون عاصمة الدنيا الثقافية وليس فقط مدينة الامبراطورية الرومانية.
ويقال ان جرش ازدهرت وصارت محج المثقفين والفنانين لما فيها من فن وثقافة وأنشئت فيها المسارح والمكتبات واقيمت على مسارحها الندورات والامسيات الثقافية.
وقيل ايضا انه كان كلما ولد في جرش شاعر او كاتب أقيم له عمود حتى بلغت الالف عمود فكان اسمها مدينة الالف عمود او مدينة الالف شاعر وكاتب.
وقيل ايضا ان جرش او جرسيا صارت تنافس اكبر مدن العالم الثقافية وصارت لا تنام في الصيف وياتيها السواح من كل مكان في الدنيا برا وبحرا وتهاجر اليها الطيور برا تقصد نهر الذهب تغتسل فيه ويقصد السواح الفرجة على المدينة الأجمل بالعالم .
ويقال ان السياسيين في العالم كله اجتمعوا وبحثوا امر هذه الظاهرة الثقافية التي استولت على عقول الشباب والنساء الكبار والصغار فصار من يريد زيارة مهرجان جرش يعد العدة قبل الوقت باشهر. وبطبيعة الحال لم بعجب هذا الامر رجال السياسة فقرروا شطب جرش وانهاء حالة الثقافة واستيرادها بواسطة الاغراب.
حاولوا وحاولوا وتعبوا بالمحاولة وفشلت كل محاولاتهم في انهاء المدينة التي تنام وتصحو على نهر الذهب وفي ذات يوم وفي اجتماع حاشد حضره احد مندوبي تجار دولة مجاورة قال لهم ان الحل في انهاء هذه المدينة يكمن في اعمدة جرش الالف عمود فتخريب هذه الاعمدة وبيعها بحجة الخصخصة والاستثمار باموال هذه الاعمدة مما يؤدي الى تخريب جرش وتدميرها لانها لا تستطيع العيش بدون اعمدتها.
اتفقوا على هذا الامر بليل ونفذوه بنهار وقاموا برشوة من حاول منعهم من بيع الاعمدة ولم تمض خمس سنوات الا وجرش صارت خراب وتم بيع الاعمدة لمستثمر اجنبي وعند نقل اخر عمود من الالف وقف ختيار هرم قارب على المائة عام وقال قولته الشهيرة(( البراطيل خربت جرش)
royaalbassam@yahoo.com