نبحثُ بحزنٍ عن انتصارٍ وفوزٍ فَقد ملَلْنا الهزيمةَ.
نريدُ أن نشعرَ بالفخر، لا تلومونا! نبحثُ عنه في عيونِ الأمير، في خطاباتِ ملكِنا الحبيب-
نحتاجُه..
نبحثُ عنه حتى في المسابقاتِ الغنائيّةِ، فترانا نشجّعُ أيَّ مشاركةٍ أردنية، سواءً كانت هدفاً في مرمى أو حنجرةً أو حتّى إن صدقتْ نشرةُ الأخبار الجويّة.
لا تلومونا!
هناك طاقاتٌ مكبوتةٌ تريد الظّهورَ وإعلانَ الفَوز، تريدُ الاحتفالَ بدلاً من البُكاءِ وقراءةِ إنجازاتِ أو جنازاتِ الآخرين..
سئمنا الهزيمةَ في كلِّ محاولةٍ للتّغير إلى الأحسن..
سئمنا أسبابَ المُعوّقات وكأنّها شيفرةٌ وراثيّةٌ لا يمكنُ المساسُ بها، فننتظرُ الطبيعةَ والزمنَ لتغييرِها وتثورُ إحباطاتُنا وتصرخُ ثمّ نعاودُ الكرَّةَ للتّغيرِ بلا نتيجةٍ.
لا تلومونا!
لقد امتلأ اللاوعيُ عندنا في البطولاتِ وأحلامِ العروبةِ منذُ الصّغر. إنّ مواجهةَ الواقعِ العكسيِّ أمرٌ مؤلمٌ وخطير،
فترانا ما زلنا متشبّثين بالحلمِ ولا نستطيعُ قراءةَ الواقعِ بدقّةٍ..
قراءةٌ دقيقةٌ للواقعِ المؤلمِ تعني انسلاخاً شرساً مؤلماً عن أحلامِنا الجميلة!
ونسرحُ في الخيالِ للانتقالِ إلى واقعٍ آخر مختلف..
دعونا نحلمْ، دعونا نحاولْ..
ارحموا إحباطاتِنا- تلك الّتي إن لم تجدْ مَن وما يحتويها فهي قنبلةٌ موقوتةٌ.
نبحثُ عنها في العلاماتِ المدرسيّةِ وصولاً للجامعةِ مع العلمِ المُسبق والمُحزن أنّها لن تنطلقَ لتصنعَ الأحلامَ ولكنّنا
نفرحُ ونصفّقُ ونبكي لأيّ إنجاز عاديٍّ وبسيطٍ- وهذا حقُّنا، فالإنجازاتُ البسيطةُ في ظلِّ هذه الشيفرةِ الوراثيّةِ السلبيّةِ انتصارٌ! وتجعل الحلمَ أقربَ إلى الحقيقة..
افرحوا لإنجازاتِنا، ارحموا إحباطاتِنا
ادعموا مواهبَنا، ولا تقتلوا أحلامَنا- فرائحةُ الهزيمةِ حولَنا أينَما نذهب.
البحثُ عن انتصارٍ ما زال جارياً..
لا تيأسوا، فأنتم تمتلكونَ العقلَ والحكمةَ والموهبةَ. هناكَ أسماءٌ أردنيّةٌ لامعةٌ وعبقريَّةٌ في كل المجالات..
افرحوا لهم، اذكروهم وأثنوا عليهم واحتضنوهم.
لا تلومونا إن أردْنا الفوزَ والانتصارَ حتى في لعبة نَردٍ أو شطرنجٍ أو (طرنيب)..
الألمُ والسعادةُ لا يجتمعانِ إِلَّا بالحلم، فدعونا نحلم!