منذ عام 1979 عام الثورة الخمينية، لم يجرؤ الاعلام العربي على مس الداخل الايراني بكلمة، مع معرفة الجميع بأن في ايران خمس قوميات، وان السطوة هي للفرس وحدهم في هضبتهم سطوة الحكم، على الرغم من شيعية النظام واثني عشريته.. حتى نظام صدام حسين والحرب التي استمرت ثماني سنوات ودخول قواته الى الأهواز، لم يفتح قضية عرب هذه الامارة التي تضم اربعة ملايين عربي تم اغتصابها في مرحلته الاخيرة عام 1938.. وهو عام اغتصاب لواء الاسكندرون وضمه الى تركيا بتواطؤ فرنسي، وتلك بتواطؤ بريطانيا.

عام 1980 كنت اسأل صدام حسين رحمه الله في اليوم الاخير لقمة عمان: لماذا تركتم الاهواز؟ لماذا لم تحركوا جبهة تحريرها لتكون عوناً لكم في دفاعكم عن العراق وعروبة الخليج.

أخذ الرئيس وقته، وهو بالنسبة لا ينفعل، وقال: نحن لا نفرض أنفسنا على أحد، لو ان عرب الاهواز تحركوا لوقفنا الى جانبهم، لكننا لا ننوب عنهم، هذا الكلام ينطبق على الجزر الثلاث المحتلة في الخليج، فنحن مستعدون لنقل الحرب اليها، لكن بعد الامارات، ونقول هذا لأخوتنا الفلسطينيين.

وقال الرئيس: جبهة تحرير الأهواز موجودون عندنا في بغداد لكنهم ليسوا في المحمرة!!.

وقال: شيء آخر أريد ان أشير اليه: ايران خمس قوميات، ومع اننا في حالة حرب، فان هدفي ليس تفكيكها، وليس من مصلحتنا القومية وصول الاتحاد السوفياتي الى حدودنا!! فهناك تجربة ليست بعيدة زمنياً، ثم ان اذربيجان تمتد عرقياً ومذهبياً الى ايران، وهناك 36 مليون أذري عندهم.

كانت لهذه المقابلة في جناح الرئيس بالفندق آفاق آخرى هامة، ثم نزلت بمعيته الى مؤتمر صحفي حضره على ما اظن سمو الأمير حسن.

الآن نلاحظ ان الاعلام السعودي فتح معركة على ايران الداخل، وكل نشرة نشاهدها على قنواتها في خبر عن الداخل الايراني: من الأهواز وعن بقية المدن وخاصة اوضاعها المعاشية وعلاقات سادة النظام ببعضهم والمعتدلون والمتطرفون في مجلس الشورى، ومصلحة النظام والحكومة.. والجيش والحرس والاستخبارات.. والمرشد.

من الطبيعي ان يهاجم العرب الداخل الايراني ليس بالاعلام فحسب، وانما بتشجيع ورفد كل الفئات القابلة للتحرك لاسقاط النظام او لاضعافه.. فايران تتحرك الان في احشاء العالم العربي، وتحشد وتسلّح وتمول مؤسسات كبرى كحزب الله، واحزاب العراق المسلحة المعروفة، والحوثيين، وجماعات بحرينية وسعودية.

يقولون في الاستراتيجيا: افضل الدفاع الهجوم. وايران بيتها من زجاج لكن العرب يحملون صفات منها احترام الآخرين، واكثرها.. الخوف منهم.

الرأي