"داعش" في الصين .. وتوقعات بعمليات إرهابية ببكين
26-01-2016 02:07 PM
عمون - خلال الشهرين الماضيين نجح تنظيم داعش الإرهابي في توجيه ضربات مؤلمة لعدد من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، لا سيما روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، ففي 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2015، سقطت طائرة الركاب الروسية فوق سيناء وراح ضحيتها 224 راكبا روسيا، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن العملية، وفي 13 نوفمبر (تشرين الثاني) التالي وجه التنظيم ضربات موجعة للعاصمة الفرنسية باريس، راح ضحيتها نحو 130 شخصا وجرح 368 آخرون. وفي 2 ديسمبر (كانون الأول) 2015، نفذت تاشفين مالِك وزوجها، وهما ينتميان فكريا لـ«داعش»، في مقاطعة سان برناردينو، في ولاية كاليفورنيا الأميركية، هجوما إرهابيا أدى إلى مقتل 14 شخصًا وإصابة 17 آخرين.
هذه الحوادث تؤشر لاتجاه «داعش» لاستهداف أعضاء مجلس الأمن الدولي. ورغم أن الصين، إحدى الدول الخمس دائمة العضوية، فلم تشهد حوادث مماثلة حتى الآن، لكن ذلك لا يعني أنها ليست في مرمي الإرهاب الداعشي، وقد تواترت، مؤخرًا، المعلومات والتقارير التي تشير بالفعل إلى اتجاه بوصلة «داعش» الإرهابية نحو الصين تحديدً، ودول جنوب شرقي آسيا واستراليا عمومًا.
في 8 ديسمبر 2015، بث «مركز الحياة»، ذراع تنظيم داعش الإعلامي، عبر الإنترنت شريطا يحمل نشيدا بعنوان «أنا المجاهد» باللغة الصينية (المنادرين)، مدة النشيد 4 دقائق وتدعو كلماته «الإخوة الصينيين المسلمين» إلى الانضمام إلى صفوف «داعش». وفي الوقت ذاته تقريبًا، ذكرت تقارير صحافية أن دبلوماسيين غربيين قدموا معلومات مهمة للسفارة الصينية في بيروت عن نجاح عناصر من «داعش» في الدخول إلى الأراضي الصينية تمهيدا لتنفيذ عمليات إرهابية. وتفيد المعلومات بأن المدعو محمد عبد الرحمن نجح في إدخال مجموعة «تنفيذية» مكونة من 7 أفراد إلى مناطق محددة في بكين حيث سبقتهم مجموعة أخرى معنية بالمراقبة والتخطيط. ووفقا للمعلومات، فإن «داعش» تخطط لعمليات «إرهابية» في مناطق حيوية ردا على ما تعتبره دعم الحكومة الصينية للنظام السوري، وتشمل الاستعدادات استخدام صواريخ موجهة في العمليات ضد مواقع عسكرية وأمنية، كذلك تشمل استشهاديين بهدف «زرع» الرعب «والهلع» في الأسواق الشعبية.
وفي 10 ديسمبر 2015، ذكر التلفزيون الرسمي الصيني (سي سي تي في) اعتقال الشرطة في مدينة شيغيازهونغ في شمال غربي البلاد لرجل، قيل إن اسمه أكبر، للاشتباه بتخطيطه لتفجير مركز تسوق، وقد اعترف الرجل أن رجلاً آخر يدعى علي، قال له بأنه سيدخل الجنة فيما لو مات، وهو يشن حربًا جهادية. وفي 13 ديسمبر 2015، أشار تلفزيون صيني إلى إطلاق الشرطة النار على أربعة أشخاص وقتلهم في إقليم يونان، على الحدود مع فيتنام ولاوس وميانمار، بسبب محاولتهم الهروب عبر الحدود، كما اعتقلت الشرطة أكثر من 550 شخصًا لمحاولتهم الهروب خارج الصين، خلال العام والنصف الأخير. وأعلنت الشرطة في شينيانغ، عاصمة إقليم ليانينغ، شمال شرقي الصين، أنهم قتلوا خلال غارة ثلاثة إرهابيين من شينغيانغ، ممن كانوا يغطون رؤوسهم بأوشحة سوداء، ويحملون سكاكين ويرددون شعارات متطرفة. ووفق تقارير إعلامية رسمية ومحللين صينيين، يتزايد عدد الأويغور الهاربين من الصين عبر منطقة جنوب شرقي آسيا بهدف الوصول إلى تركيا. وفي بداية ديسمبر 2015، أشارت وسائل إعلام صينية رسمية قيام السلطات التايلاندية بترحيل 109 من الأويغور إلى الصين، ممن سعوا لأن يقاتلوا في صفوف المتشددين في سوريا والعراق.
وعلى مدى الشهرين الماضيين، أصدرت وسائل الإعلام الصينية، ومحطات التلفزة الرسمية، سلسلة من التقارير التحذيرية لمواطنيها بشأن النتائج الخطيرة لمغادرتهم البلاد من أجل الانضمام لجماعات متشددة في الشرق الأوسط، لا سيما من أقلية «الأويغور» في إقليم شينغيانغ (تركستان الشرقية). وقال خبير في مكافحة الإرهاب في جامعة لانزهو، يانغ شو، بأن عددًا من الأويغور هربوا من الصين في عام 2014، بعدما نشر فيديو دعائي لتنظيم داعش يعتبر إقليم شينغيانغ جبهة جديدة في الخلافة المزعومة، مضيفًا: «تأتي سلسلة التقارير الأخيرة في إطار استخدام الحكومة الصينية حملتها الخاصة لمحاربة محاولات (داعش) لدفع المسلمين الصينيين للانضمام للتنظيم». وفي بداية يونيو (حزيران) 2015، بث التلفزيون الرسمي الصيني (سي سي تي في) برنامجًا وثائقيًا حول الأويغور الذين فروا من الصين من أجل الانضمام إلى معسكرات تدريب إرهابية خارجية، وقد عرض الفيلم الوثائقي لمقابلات مع ثلاثة من أولئك الأويغور (رجلان وامرأة) ممن وصفوا قذارة المعسكرات والبيوت التي أقاموا بها، والتي امتلأت بالمياه عقب سقوط أمطار، وقد وجد أحدهم لنفسه عملاً طباخا لدى قائد إرهابي، وعمل آخر مساعدا لرجل عمل في جهاز الدعاية الخاص بـ«داعش»، وقد فقد ساقه اليمنى في المعسكر. ولكن الفيديو الوثائقي لم يوضح موقع المعسكر، ولا كيفية سفر الأويغور، أو كيفية أو أسباب عودتهم إلى الصين. الشرق الاوسط