فيما يخص الانباء عن التوجه لوضع قوانين تضبط التنبؤات الجوية ان صحت الانباء أقول ولانصاف العاملين في مجال الارصاد الجوية فلا غبار على "تقديراتهم" وان اختلفت قليلا او تفاوتت وأحيانا كثيرا ايضا.
مشكلة التنبؤ؛ لا يوجد لها حل رياضي واحد وتعتمد على عدد كبير من العوامل المجهولة التي يتم تخمينها ومن ثم التعامل معها عبر برامج حاسوبية تعطي احتمالات اوضاع تتناسب مع النماذج التقديرية التي اعتمدوها وتتزايد صعوبات التنبؤ بزيادة المدة الزمنية التي تفصلنا عن الحدث لان احتمالات ضعف التخمينات تتزايد بحيث يصعب السيطرة عليها. رياضيا توصف المشكلة التي يحاول المتنبؤن حلها بالمشكلة العكسية Inverse Problem تتميز بأن لها عددا لا نهائيا من الحلول الرياضية (الافتراضية) الصحيحة بينما الحل الفيزيائي ( الواقع) يكون واحدا من بين تلك الاحتمالات اللانهائية.
سأعطي مثالا بسيطا للتوضيح، لو كان في جيب أحدهم دينار فراطة معدنية من فئات لا نعرفها وطلب تحديد الفئات؟ هنا نواجه مشكلة عكسية فقد يكون الجواب 100 قرش او عشرة برايز او عشرين شلن او خمسين قرطة قديمة او اربعين قرطة جديدة ناهيك عن تعقيدات المشكلة لو كانت الفراطة خليطا قروش وشلون وتعاريف..
طبعا مقابل ما يسمى بالمشكلة العكسية يوجد المشكلة المباشرة وحلها واحد فقط رياضيا وفيزيائيا وتتمثل بعد الفراطة للاجابة عن السؤال كم يوجد بالجيب فأيا كانت الوحدات سيكون المجموع والاجابة "دينار" الان ما اسميته بوحدات الفراطة هي العوامل والشروط المختلفة الداخلة بحسابات حالة الطقس أو غيره من الظواهر المشابهة!
الله يعينهم رغم ان مشكلتهم تبقى اسهل بكثير من التنبؤ بالزلازل لان لديهم بيانات اكثر وتمويلاً اكبر والظاهرة تتم امام اعينهم في الغلاف الجوي بينما في الزلازل كله مخفي تحت سطح الارض!
ارجو ان اكون قد اوضحت جانبا من الموضوع. وبالنسبة للقانون الذي يتحدثون عنه.. الصبر يا جماعة يفضل ان لا تكونوا "مقنقنين" وأسعد الله أوقاتكم.