منظر الطوابير على الخبز يشرح القلب ..بالإضافة للطوابير الأخرى على المحروقات والمواد الغذائية ..! مواطن عند الأزمات لا يفكّر إلا في زيادة الأكل والشرب ..مواطن لا يريد أن يتأقلم ..بل مواطن عصيٌّ على الجوع ..هيك المواطن وإلا بلاش..!
من علّم هذا المواطن التهافت..؟ من أوصل إليه قاعدة: إذا ما بتلحق حالك رح تموت من الجوع..؟ من جعله مواطناً ينحصر تفكيره بين البطن والحمّام..؟ من سلب منه التفكير بالآخرين وجعله لا يفكّر إلا في نفسه.. المهم هو يأكل والباقي أكل وإلاّ ما أكل لا يهم..؟ من أقنعه أن الشجاعة شراء خبز يكفي لأسبوعين من أجل مواجهة ثلاثة أيّام .. من قال له، إن هذا هو الاستعداد لحرب الثلج ..؟ من الذي عبث بوجدانه وتركه تحت طائلة اللامنطق..!
كل الأزمة يا سادة هي أزمة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة ..! دعونا نعترف حتى نواجه لبّ المشكلة ؛ لوأن المواطن مقتنع وعلى ثقة بسلامة إجراءات مؤسساته لاستسلم لها..المواطن يثق بالله ويعلم أنه يحدّد الرزق والعمر؛ لكنه يخاف اهمال الحكومات ..يخشى من رمي حمل أزمة الطقس من واحد إلى واحد ومن مؤسسة إلى مؤسسة ويكون الضحيّة المواطن ..!
قبل أن تلوموا المواطن(الخائف) والمواطن (المفجوع) والمواطن اللاهث خلف العيش فقط ..لوموا من أوصله إلى هذا ..! لوموا الذين نكّسوه ألف مرّة وأحبطوه مليون مرة ..لوموا الذين سرقوا حليبه في وضح النهار والذين سرّبوا له الغذاء الفاسد بطرق شرعيّة ..لوموا الذين سبقوه إلى الخبز ولم يقفوا بالطابور ؛ الذين أخذوا منه وظائف عمره وتركوه عاطلاً عن كل شيء إلا الطعام والشراب ..!
الذين حوّلوا المواطن إلى آلة (تطحن) فقط هم المسؤولون عن هذه الفُرجة في حرب الثلج ..الذين قالوا للمواطن : لا تتدخل في أي شيء، وكلْ واشرب فقط ؛ ليس لهم أن يلوموه أويعتبوا عليه عندما يتحوّل إلى وحش استهلاكي فقط ..لأن المواطن فقد الثقة ورفع شعاراً : أنا موجود لآكل وأشرب وأنام ..وعلى الوطن السلام.!!
الدستور