الذكرى الثانية عشر لرحيل الشيخ ناصر الشهوان الدغمي
25-01-2016 12:04 PM
عمون - جَدْيِ العَـزيـِزْ ..
نَقِفُ حِدادَاً يَمْتَلِينَا الحُزْنُ والأَلَمْ ونَحنُ نَعَلَمْ أنَّ المَوتَ خَيارُ الله لا خَيارُكْ ، ولكِنَنا لَمْ نَعلَمْ مَاذا كَانَتْ تُخَبِئُ لَنَا الأيامْ مِنْ دُونِكْ.
لَاْ أدرِي فِيْ كُلِ عَامْ مِنْ أينَ أبدأ ، فَمِنْ شِدّةِ الشَوقِ والحُزنِ السَاقِمْ يَكثُرُ الكَلامْ الذَيْ لا يُمكِنْ أنْ أصِفُكَ فِيهْ فَيتَجَمدْ لَديَ التَعْبيرْ وتَختَلِطُ جَميعُ الذِكرَياتْ ، حَتَى أَصْبَحَ رِثَاؤُكَ صَعْباً جِداً لَيسَ عَلّيَ وَحدِيْ بَلْ على جَمِيعِ مَنْ يُكِنُّ لَكَ بِالإحتِرامْ والمَودَةَ والتَقدِيرْ.
جَدْيِ العَـزيـِزْ ..
لَمْ تَكُنْ شَخصَاً عَادِياً بَلْ كُنْتَ شَخصِيةً وطَنيةً بإمْتِيازْ لَمْ تَقبِضْ أو تُسَاومْ ولَمْ تَسعَى لِمَصلَحَةٍ شَخصِية ، تَملُكُ العِزّةَ والعِفّةَ والحِكْمَةَ ، مُفَكِراَ وصَاحِبُ رَأي ، مُحِبّاً لِلجَميعْ تَسْعَى دَائِماً لِلخَيرْ وإصْلَاحْ ذَاتْ البَيِنْ ، تَحْتَرِمْ الجَميعْ وتَسْمُو بِرُوحِكَ عَنْ الضَغَائِنْ ، عَلّمْتَنا أنْ تَبقَى صُدُورَنَا مَغْمُورَةً بِالحُبِ والإخْلاصْ وأنْ نَعْمَلْ عَلَى المَبادِئْ التَيْ عِشْتَ مَعَها ، نَسْمُو بِأرْواحِنَا عَنْ كُلِ صَغِيرة ..
عَلمْتَنا كَمَا كُنْتْ دَائِماً أنْ نَبقُى مُحَلِقينْ فِي سَمَاءِ الكَونْ نَبحثُ عَنْ مَرضَاةِ الله عَزْوَجَلْ دُونَ مَرضاةِ الَبشرْ .
جَدْيِ العَـزيـِزْ ..
لَنْ تَبقَى ذِكرَى حُزنٍ وماضٍ نَتَألّمْ لِفُرَاقِهْ ، بَلْ سَتَبقَى نُورَاً نَقْتَدِي بِهِ لِيُرشِدَنَا الِى الحَقْ ، وسَتَبقَى سِيرَتُكَ العَطِرَة بَياضٌ فَي بَياضْ ، تَسمُو فِي أَورَاقِ الزَمَنْ تَنتَقِلُ مِنْ جِيلٍ الى جيلْ بِصُمودٍ وَهِمَّةْ ، وسَنَبقَى نَسْتَرجِعُ الزَمَنَ الذِي يُذَكِرُنَا بِعَبَقِكَ ورِيحَانِكَ وسُموِ خُلُقِكَ ، وسَنَبقَى نَفْتَخِرُ بِهَيِبَةِ إِسمِكَ مَا حَيينَا .
نَمْ مُطمَئِناً وَتَأكَدْ أَنَكَ تَرَكْتَ عَمَلُـكَ وسُلوكِكَ ودَمَاثَةْ خُلُقِكَ ومَواقِفُكْ التَيْ تُخًلِدُ إسْمَكَ فِي صَفَحاتِ التَارِيخْ ومَدْرَسةً نَهتَدِي إِلَيها بِثَبَاتٍ وشُمُوخْ .
نَرْفَعُ أَيدِينَا الِىَ البَارِي عَزَّ وَجّلْ نّدعُوهُ أنْ يَتَغمْدَكَ بِواسِعِ رَحمَتِهْ وغُفْرَانِهْ وأنْ يُسْكِنَكَ الفَرْدَوسَ الأعلَى .
حفيدك: خالد سليمان ناصر الشهوان الدغمي