مُنذُ زَمن بعيدٍ,بعيد,مَدّت يَدَها لأول الزائرين وأهدتهُ ما كانت قد خبّأتهُ له من توت,ورمان,وكَرَز,ولدى قُدوم
حبيبته,أهدَتها عنباً,وتُفاحاً وقد تَوَرّدََ بعد أن كان مُصفرّا من بعد طول انتظار النُضجْ.
تركتهما يَلهوان بأول حُب,تَركتهما يمنحاها زائرين آخرين جُدُد,تَرَكَت لهما خَيَار العُريْ الذي لا يُخجلهما لأنهما كانا
بِرِقّة طِفلٍ تَطرَف عينه خجلا لو انسكبَ على طَرَف جَفنهِ قطرة حليبٍ من ثَدي أمه!.
كان ضحكهما يملأ الأرجاء,كانا لا يفترقان,لا يُضيّع أحدهما الآخر لأن صدرها رُغم اتساعه كان وحدهُ يجمعهما,خاناها حينما خانا العهد,غَضبت فصارت تَرمي بحمم من نار قلبها لتحذرهما,لكنهما ما اكترثا,وظنّا أنها محض مِزحة منها,راحت تَرقص لهما رَقصة الموت,أسقطتهما فما اكترثا,أغشيَ عليهما هَلَعا فنادت نسمات الربيع لتيقظهما,أفاقا لكنهما نَكَرا كل جميل,ونكَثا بالعهد,والوعد,شُرّدا فما همهما ذلك,وظَنّا أن مُضيفة أكرمَ منها
ستفتَح لهما ذراعيها,لتفيض عليهما كَرما أكرَم من تلك التي أغدَقَت عليهم بكرمها!.
خَسِرا رهانهما,ومضيا من تيهٍ إلى تيه,حتى أورثانا هذا التيه,والضياع!.
#يا سيدي آدم,يا سيدتي حواء لماذا أضعتما أمومة الأرض لنا نحن الأبناء الذين لا ذنب لنا سوى أننا صرنا لكم أبناءً!.
#يا سيدي,وسيدتي,لماذا عصيتما الله؟..لماذا؟!.