تأهل المنتخب الاولمبي .. والجمهور الاردني في الدوحة
23-01-2016 04:01 PM
لا يمكن بأي شكل من الاشكال ان ننزع الفرح من وجوه صانعيه فهم الذين بذلوا الجهد والعطاء ورشحت اجسادهم "براميل" العرق وهم يقابلون منافسيهم بحثاً عن الفوز رغم وعورة الطريق الى المرمى.
وليس من المقبول في نشوة التأهل ان نسرق البهجة من لاعبي المنتخب الأولمبي والجهاز الفني بقيادة المدرب الصارم جمال ابو عابد ورفاقه اداريين ومعالجين، لنزعم اننا كإعلاميين وجماهير ومنظرَين ومن يتابع شؤون الرياضة ومن لا يتابع،وكأننا الذين صنعوا هذا التأهل امام فريقين كبيرين كانت الترشحات تصب لصالحهما لفارق الإمكانات الهائلة والخبرة العميقة، الاول منتخب الإمارات والثاني المنتخب الأسترالي.
نقول هذا، لأن فوز المنتخب او النادي عادة ما تُسرق الأضواء من أصحابه فنجد المبتهجين وغيرالمبتهجين يعَبرون عن مشاعرهم امام الكاميرا او الذهاب الى الشاشة والكل يزعم انه وراء الفوز وإن لم يكن فهو "جهينة التي عندها الخبر اليقين" ولما لا؟! وهو يحلل أسباب الفوز وانه قد توقعه، وويل للمنتخب اذا ما خسر، فيكون "الجمل الذي تكثر له السكاكين"!
المنتخب الأولمبي ذهب الى الدوحة في ظروف صعبة سواء بعدم خوض مباريات كافية واقامة معسكرات تتناسب مع حجم الذهاب الى البرازيل ، او لعدم اشراك معظم اللاعبين مع أنديتهم في الدوري المحلي، وهذه قصة عرضها ابو عابد في داخل الاتحاد ليبرىء ذمته، حتى انه أسّر الى "الرأي" بانه ذاهب الى الدوحة في بطولة غرب آسيا وانه لا يتحمل مسؤولية او تكون الإستقالة خياره.
معروف عن ابو عابد منذ كان لاعباً في صفوف المنتخب الوطني والفيصلي وقيادته لهما انه جدَي وشرس في العطاء والقيادة، فكيف وهو مدرب يتحمل المسؤولية ، ومن شاهده على الشاشة وسمع أقواله لمس هذه الجدية وأطنان التعب التي انهالت على كتفيه والتجاعيد التي ارتسمت على وجهه، وكأنه كبُر قبل أوانه بسنوات مع انه ما يزال في"شباب التدريب"، في حين يلمس مشاهدوه ومستمعوه ، ان الفوز الذي يقاتل من اجله "البلدوزر" لا يفقده توازنه "الفرائحي" على عكس الخسارة التي تكاد تصيب كل قواه، والسبب انه يعشق الانتصار حتى لو كانت المناسبة مباراة ودية او احتفالية.
الذين قالوا في عمان ان ابو عابد تسلم المنتخب لأطول فترة، وقالوا في الدوحة ان الاستقرار الفني للمنتخب يجب ان يجنيا ثمارهما، نقول أخطأتم الرأي، فهذه السنوات التي قاد بها هذا المدرب لم تتوافر فيها الاستعدادات وكاد لا يستقر فيها اللاعبون لو لم تكن للجهاز الفني قناعة أكيدة بأن هؤلاء هم المستقبل للكرة الاردنية اذا ما أحسن الاتحاد رعايتهم وتفهمت الاندية دورها في دعم المنتخبات.
واذا كان لنا بعد هذا القول من كلمة، فإننا نشيد بالجمهور الاردني المتواجد في الدوحة الذي عبّر في كل مناسبة عن أصالته وان في مؤازرته للمنتخبات الوطنية جميعها وليست منتخبات كرة القدم وحدها، "بيعة وطنية" يحرص عليها كلما جاء منتخب او رفع لاعب علم الوطن، فهذا الجمهور الوفي وحده المتواجد في كل حين عند الفوز وعند الخسارة، شاهدناه في الدورات الآسيوية والعربية والتصفيات القارية وكانوا كرماء في بيوتهم وفي دور الضيافة،ولا يحتاجون منا الى تسمية.
واليوم، يقابل المنتخب نظيره الكوري الجنوبي في أشرس المواجهات، ونحسب ان الجمهور الاردني في العاصمة القطرية سيكون في وقفته المعهودة،ولن يخذله خلال مجريات المباراة التي قد تتقلب فيها السيطرة او النتيجة ،اما اللاعبون فنقول لهم قدموا ما عليكم من واجبات وتعليمات وكونوا بروح وجدية جهازكم الفني ومن معهم ،والله الموفق.