كم أودّ أن أذكر لكم اسم صاحب هذه المقولة ( قيمة الانسان بعدد المفاتيح التي في ميداليته ) و لكني أمتنع عن ذكر اسمه لأني أحبه و يعزّ عليّ ؛ وأخشى أن يطلق أحد ما ؛ شتيمة باتجاهه ..وهو أكبر من ذلك ..!!
مجازاً سأطلق عليها نظرية اجتماعية ..وهي تقابل عند المصريين مقولة ( معك قرش ؛ تسوى قرش ) ..فقيمة الإنسان الآن تتحدد بعدد المفاتيح التي في حوزته ..بدءاً من مفتاح البيت ؛ مروراً بمفتاح السيارة وانتهاء بمفتاح الصندوق الذي يحتوي على الذخيرة أو أوراق الملكية ..!!أما المفتاح الانجليزي تاع جرّة الغاز؛ ومفتاح علبة السردين ومفتاح البيبسي ؛ فهو يدخل في قائمة عدم الاحترام على الفور ..؟؟ ولا أتخيّل أن شخصاً يتجرّأ و يضع مفتاح جرة الغاز في ميداليته ويضع الميدالية في ( فتخة ) البنطلون ؛ ليجعله ( يلولح ) وهو يمشي في الشارع ..ولو كان الشارع السياسي في الوطن العربي وليس أي شارع في عبدون أو الصويفية ..!!
معك مفتاح ؛ تسوى مفتاح ..!! إذن..أنا لا أسوى شيئاً ..فليس لي من العمر إلاّ مفتاح الفقر الذي يفتح الباب المخبوء إلى الفقر الأجد و الأعمق .. ففقراء الأغوار بلا مفاتيح مثلي .. و طفارى معان مثلي ..و الذين يمشون على شوك الكرك مثلي ..و أصحاب الأبواب المخلّعة في المفرق ؛ بلا مفاتيح ولا حتى ألواح زينكو ..!! ومن أهدى أولاده ( مفتاح الجنّة ) وأوصاهم بالعز والعنقرة عند الوفاة في الشمال ؛ مثلي أيضاً ..!! نحن بلا مفاتيح ..ولا ميداليات ..ولم نعرف إلاّ مفتاح الفرج الذي ضاع منا ولمّا نجده بعد ..!!
نظرية صديقي الاجتماعيّة ..سأسحبها على السياسة ؛ وهنا مربط الفرس ..يا ترى كم من اللاعبين العرب يمتلك مفتاحاً واحداً في ميدالية الوطن ..؟؟ ويا ترى ؛ كم من شخصية خضنا معها دماراتنا و نحن لا نعرف سر مفتاحها ..ونحن العرب مفتونون بـ ( فلان مفتاحه فلان ) ..وأتاري فلان مفتاحه كل البشر ولكننا لم نستخدم البشر استخداماً حقيقيّاً يليق بقاماتهم ..!!
نحن بلا مفاتيح ..والذي معه مفاتيح ؛ كاذب ..هذه مفاتيح تقليد ..أو مفاتيح كذّابيّة ..لآننا موهومون بأننا أصحاب قيمة ؛ ونحن يستوي لدينا الوزير و الغفير وقت النفير..والفقير يثبت بلا مفتاح ..والوزير يهرب ومعه مفاتيح اللجوء ..نحن كاذبون ..والمفاتيح كل المفاتيح ..مع كونداليزا رايس وهي تجوب المنطقة من جديد..والذي لم يرى الميدالية الكبيرة التي بيدها ؛ فليسمع الخرخشة على الأقل..!!!