في رحاب المخترعين والاختراعات
عودة عودة
23-01-2016 02:07 AM
ذات صباح قبل عشر سنوات رافقت أستاذنا وزميلنا حسني عايش في مصعد جريدة الرأي متوجهين الى الاستاذ نادر الحوراني المدير العام حينذاك في الطابق الثالث ، وعندما وصلنا وقُفل المصعد خلفنا أدار الاستاذ عايش وجهه الى بابه وخاطبه قائلا: شكرا لك..شكرا لك..واستغربت ذلك منه..فقال لي: الا يستحق من يحملك على ظهره وخلال ثوان ليوصلك الى الطابق الثالث او العشرين اوالثلاثين.. من تقديم الشكروالامتنان له ولصانعه ايضا..!
ومن تلك الحادثة اكتشفت بأن عيشنا حياة افضل عاما بعد عام جاء بفضل هؤلاء العلماء المخترعين في هذا العالم ، ولنبدأ بالاشياء البسيطة منها: نظارة القراءة فمن دونها لا يمكننا قراءة جريدة الصباح، وكذلك الساعة والسيارة والمطبعة ومعجون الاسنان والراديو والتلفزيون والهاتف..وقبلهما اكتشاف النار والينابيع والزراعة وصناعة الملابس والزجاج وبناء البيوت والطرق والجسور والسدود وغيرها..
وحفزت هذه الاختراعات والاكتشافات الصغرى الى اختراعات و اكتشافات كبرى كصناعات السفن والسكك الحديدية والقطارات والطائرات والادوية و اللقاحات الطبية وعربة السوبر ماركت للمتقدمين في السن والبنسلين والاسبرين وزراعة الاعضاء والقلب والكبد واختراع الكهرباء على يد اديسون..
وفي قفزة كبرى في نهاية الخمسينات بدأ الاتحاد السوفياتي سباق الفضاء عندما أطلق الكلبة»لايكا» على متن السفينة الفضائية «سبوتنك» لتدور هذه الكلبة المسكينة حول الارض..ثم جاء دور البشر وكان الروسي «غاغارين» وكل هذا ادهش وارعب الامريكيين..لا احد يستغني عن احد...فقد استعانت موسكو فيما بعد بطبيب اميركي من اصل فلسطيني اسمه «جيمس دبغي « لعلاج الرئيس السوفياتي الاسبق يلتسن..!
والاهم من كل ذلك..ففي السنة 700 قبل الميلاد ، وللحد من الامراض المعدية وبالتحديد التيفوئيد والطاعون..اخترع الرومان شبكات الصرف الصحي..وعلى سبيل المثال فقبل مئة عام كان سكان اوروبا كلها لا يزيد عن 200مليون نسمة و العالم العربي كله 17 مليونا واكبرها مصر اقل من2 مليون بسب عدم وجود شبكات الصرف الصحي في معظم مدنها مما ادى الى انتشار الاوبئة والامراض السارية بين الناس..وفي الولايات المتحدة حدثت مطلع القرن العشرين ثورة في الصرف الصحي مما ادى الى انخفاض وباء التيفوئيد في المدن الامريكية من 35 حالة لكل 10 الاف شخصا الى 5 حالات لكل 10 الاف شخصا..!
الراي