أصابها الغرور، تلك التي أحببتها منذُ زيارتي الأولى لها, ظَنّت ذات الرداء الأخضر أنها الوحيدة التي ألتقيها بعد عودتي من الصحراء وقد حملتُ في قلبي كل تَشَقُقّات القيعان الجافة, وحَشَرتُ داخلَ جيوب رئتي كل رِمال الصحراء,وأتربتها!
ما أصعب تلك اللحظات التي التقيتها خلالها للمرّة الأولى, وما أحرجها, بصراحة أكثر, لقد اعتراني خجلٌ لا يُمكنني وصفهُ وهي تَضعُ ساقا فوق ساق, وتُرخي برأسها تارةً نحو غيمة لتُوهمني بأن وسادتها مُعلّقة في السماءْ ولا يطالها سوى عُنقها الفارع,وتارة تُلقيه على كَتف جارتها التي كانت تقف على مقربة مِنها غير آبهة بي هي الأخرى!.
كانت بين الحين والآخر,وكُلما هَبّت نسمة ربيع,تُحاول إيهامي بأنها خجولة فتقوم بِلَمْلَمةِ قِطع الرداء الأخضر
لتَستُرَ بها ما انكشف لي من جسدها!...هَرَبت من طُغيان سِحرها,وأنَفتها الزائدة,رَجعتُ للصحراء,طالت غيبتي,
وحين داهمني مطر الخريف هناك,تذكرتها,قُلت لا بُد وأن أراها ثانية,ولما رَجعت وجدتها عارية تماما,أشفقتُ عليها فقررت أن أقضي ليلتي معها,كانت لا تزال تضعُ ساقا على ساق,لكنها تلك الليلة لم تُرخي رأسها على غيمة,بل على وَجه بدر الخريف!.
#تلك الشجرة,كيف أنساها؟!.