زمان كانت المرأة تصحو مع خيوط الفجر حتى تستطيع أن تنجز المهام والواجبات الموكلة إليها فعددها أكثر من المهام والواجبات الموكلة لأمين عام الأمم المتحدة.
فعليها أن تجمع ( الحطب ) ، وعليها أن تعجن الطحين وتخبز الخبر.. وعليها أن تحلب الإبل والأغنام وتصنع منه حاجة بيتها من اللبن والجبن والزبدة، وعليها أن تورد على النبع أو البئر لتغسل الغسيل وتحضر ماء الشرب .. وعليها أن تحمص القهوة العربية وتصنعها، وأن تصنع من صوف الخراف (أغطية وفرشات)، وأن تطرز وتخيط لها ولبناتها الأثواب العربية، وعليها أن تطبخ وترتب بيتها وتشارك في أعمال الزرع والقلع، وتحني يديها وشعرها.. وإن هجم ذئب أو أفعى وكانت وحدها كان عليها أن تقوم بدور حلف الناتو في الدفاع عن أولادها وبيتها!
بحق كانت تلك السيدة ( هبة ) من الخالق لأجدادنا.. فما كانت تصنعه في ذلك الوقت أمن اقتصادي وغذائي ودفاعي واكتفاء ذاتي عجزت معظم الحكومات العربية عن صنعه اليوم!
وبالعودة إلى مقدار مهورهن نجد أن أغلبهن كان مهرهن (عطية ما من وراها جزية)، أو شيئا رمزيا مثل فرس، أو إبل، أو عدد من الأغنام .. مع أنها بالمقارنة مع ما تفعله يجب ألا يقل مقدمها عن مقدم شراء طائرة إيرباص في وقتنا الحاضر !!
بهذا التيسير تزوج الجميع.. بينما اليوم الغسالة (فل توماتيك) .. الثلاجة ( فل توماتيك ) ، الفرن ( فل توماتيك ) .. جلاية الصحون ( فل توماتيك ) ، الخادمة ( فل توماتيك ) .. وإذا ما شاهدت ( صرصور ) على باب منزل تغادر مسرعة وترفض العودة إلى نفس المنزل ..
تغيرت الحياة وأصبحت أكثر يسرا.. وأصبح الجلوس على الواتس أب والفيسبوك يأخذ وقتا أكثر من الجلوس في المطبخ والمراعي .. فلماذا نغلي بالمهور ومن صنعت سابقا نهضة كان مهرها (عنزة)؟!!
الشرق