"ضفتا النهر" جمعهما الله ولن يفرقهما انسان
نوف منير الور
22-01-2016 02:20 AM
بين وطني وارضي أمتار مائية قليلة...وحبل من الكرات الصفراء، كصف العسكر يفصل نهر الاردن بضفتيه الشرقية والغربية.
المنظر ابعد من ان يكون نهرا عاديا ففي الضفة المقابلة ترى ارضا تحبها ويقطنها غرباء، وعلما ليس لك لكنه فوق أرض تخصك يحمل نجمة مزرقة ليست كنجمتي نقية.
مع كل هذا المشهد استطاع هذا النهر المقدس ان يجمع ابناء العم والاهل والاقارب بصورة جماعية لكنها مشتتة ململمة، صورة تشبه لعبة "البازل"، كانت الايادي تلوح كل من جهته، وتعلو الهتافات الحارة حد السماء وتحترق...
منظر يستحق ان تستشف من عبيره الف موقف، عيون تصرخ شوقا للاهل والارض، والجيش العربي الاردني وافراد الاجهزة الامنية يتعاملون مع الحجاج المسيحيين على ضفة نهر الاردن الشرقية بابتسامة واضحة ، الاسلحة مستعدة لكنها ليست امام اعين الاطفال، الامن مستتب بعلاقة ودية، فكل من نزل الى النهر، حاجا او زائرا جعل من نفسه بسبب هذا حارسا، لان الارض التي جمعتنا تستحق ان تبقى بخير، يخيفنا فقدانها كما يخيف الام غياب وحيدها.
وعلى الضفة الاخرى جيش غير ودود لانه في الاساس من عالم اخر لايشبهنا.
بين مكان مولد السيد المسيح وبين ارض اعلان بشارته امتار قليلة، من هم هناك في ارض الميلاد يتمنون الحضور الى ضفة البشارة، ومن هم هنا يشاطرون الارض هناك عطر القداسة.
في هذا الوقت من السنة يزور ابناء الكنائس المسيحية موقع معمودية السيد المسيح ويحيي ابناء الكنائس الارثوذكسية الحج السنوي في هذه الايام على ضفتي نهر الاردن فيجتمع الاهل على الضفتين متشاركين في الصلاة بروح واحدة واجساد شتى.
المشهد لايوصف، صلاة ورجاء ..ابناء الوطن وضيوف مهجرون.. امل والم...سعادة وغصة تقسم القلب.. وطننا وعلمهم.. امننا وبحثهم عن السلام، متناقضات على ضفتي النهر المشهد يقول "جمعهم الله ولن يفرقهم انسان".