"الامارات للدراسات و البحوث" يحتضن الملتقى الأول للمفكرين العرب
21-01-2016 04:26 PM
عمون - احتضن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في العاصمة الاماراتية ابو ظبي يومي السابع عشر والثامن عشر من كانون الثاني الحالي أعمال "الملتقى الأول للمفكرين العرب"، ، بمشاركة نخبة كبيرة من المفكرين العرب، على رأسهم مدير عام المركز سعادة الدكتور جمال سند السويدي، وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي، من بينهم معالي الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري وسعادة الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسماحة الشيخ عبداللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، والأب ميغيل أنخيل أيوسو غيسكو، سكرتير المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، إلى جانب نخبة من رجال الدين والمفكرين وشخصيات علمية وأكاديمية عربية وعالمية.
أكد راعي الملتقى الدكتور جمال سند السويدي، في كلمته الترحيبيَّة، أهمية هذا الملتقى؛ كونه يتناول قضايا الإرهاب والتطرف، وسبل التصدي لها على الصُّعُد العربية والإسلامية والعالمية كافة، ودور الثقافة الصحيحة في ذلك، مع استشراف أبرز التحديات التي تواجه الأمَّتين العربية والإسلامية والعالم في هذا المجال، ووضع الحلول العملية للتعامل مع جميع تلك التحديات الهائلة. ان أهم ما نحتاجُ إليه في وقتنا الراهن إقناع العقل، والرقيَّ بالمشاعر، وتنمية المواهب الإبداعية، وإشاعة روح التسامح، واحترام التعددية الفكرية، واحترام الآخر، وتصحيح المفاهيم الخطأ، خاصةً بين الشباب وصغار السن.
و كان ابرز ما دار في جلسات الملتقى التي تناول فيها المفكرون العديد من المسائل الهامة التي تهم الامتين العربية و الاسلامية :
• دور الثقافة في مواجهة التطرف، وضرورة البحث عن استراتيجية فاعلة لمواجهة التطرُّف والفكر الذي يغذيه، والوصول إلى حلول منطقية عملية قابلة للتطبيق .
• ضرورة العمل على تحصين مجتمعاتنا العربية من مخاطر الفكر المتطرف؛ وذلك من خلال الوصول إلى أفكار جادَّة لتفويت الفرصة على قوى التطرف والإرهاب التي تحاول التأثير في المواطن العربي.
• أسباب التطرُّف وعلاجه"، وأهمية ما جاء في كتاب "السراب للدكتور جمال سند السويدي، الذي تناول فيه موضوع التطرُّف، وتاريخ حركات الإسلام السياسي، وتطوُّرها، وإمكانيات المعالجة وطرائقها.
• جذور ظاهرة التطرف في الإسلام، التي تحولت إلى عنف باسم الدين، و أن هناك تحولات فكرية كبيرة حول مفاهيم عدَّة في الإسلام، منها: الشرعية، والشريعة، والجهاد، والدولة.
• أهمية الحوار بين الأديان، من أجل التصدِّي لأولئك الذين يشوِّهون صورة الدين.
• دور الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة في توعية المجتمع وتنميته وفق تعاليم الإسلام السمحة ودور الهيئة في الإسهام في تنمية الوعي الديني والثقافة الإسلامية، وغرس قيم الاعتدال والتسامح في المجتمع، وتأهيل الموارد البشرية، والاستثمار الأمثل للموارد لتطوير خدمات الهيئة والارتقاء بها نحو التميُّز .
• تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة الثرية والناجحة في ضبط الخطاب الدعوي.
• كيف ان الطبيعة الجيواقتصادية والجيواستراتيجية والجيوإثنية للمنطقة العربية والإسلامية تقوم بافراز مقوِّمات لتأجيج نيران حروب مؤسَّسة على الدين، أو على الطائفية، أو القبَلية، في غياب امتلاك ما يلزم من مؤهلات وقدرات للتبيان والفهم والتحليل، مع ضعف النخب السياسية، وغموض برامجها أو عموميتها، وتفكُّك نظم التربية والإعلام، وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل.
• التسامح والتعايش بين الثقافات والديانات المختلفة و التحديات التي تواجه العالم العربي في تعزيز قيم المواطنة، وتحصين الشباب العربي ضد التطرُّف والإرهاب، وتعزيز مفهوم التسامح ومفهوم الحوار.
• الدعوة إلى عدم الانكفاء على الذات، والانفتاح على المنتديات العالمية لإيصال رسالة الإسلام السمحة إلى الغرب.
• الدعوة إلى إعلاء القيم الإنسانية، ودور العمل الخيري في إبراز الصورة الإيجابية عن الإسلام والمسلمين.
وقد خلص الملتقى الى التوصيات التالية :
وجوب بلورة مناهج وبرامج مشتركة لبناء القدرات، يتم بمقتضاها تأهيل القيِّمين على الشأن الديني في مختلف دول العالم، وتمكينهم من الاضطلاع الناجع بأدوارهم المنوطة بهم في مجال مكافحة التطرف، تفكيكاً لخطابه، ونقضاً لمقولاته، وتفنيداً لدعَاواه، وإنتاجاً لخطاب أصيل ونافع وبديل وجذاب.
وجوب إطلاق مبادرات للتعريف بصحيح الدين الإسلامي، ونفي أشكال التديُّن الدخيلة من خلال: إتاحة المضامين الوسطِية الأصيلة المنطلقة من الرؤية الكليَّة للدين الإسلامي. ونقض المقولات التي يروِّجها المتطرفون في وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي كافة، وبيان أوجه الصواب ذات الصلة.
ضرورة العناية بالطفولة والنشء، والاستثمار في هذه الفئة التي تُعَدُّ أمل الأمة.
أشاد العلماء والمفكرون الحاضرون بالجهود المحمودة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الصدد، ودعوا إلى تقاسمها وتعميمها بين سائر دول المنطقة والعالم. وضرورة تقوية المؤسسات الدينية في البلدان الإسلامية، وتعزيز قدرات العاملين فيها، وضرورة الاهتمام بالتعليم، ولاسيَّما في المراحل الأولى.
وفي ختام أعمال المؤتمر عبر راعي الملتقى سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة، عن شكره و تقديره إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة لدعمه المتواصل أنشطةَ المركز منذ إنشائه؛ وإلى المشاركين في الملتقى من رجال دين وعلماء ومفكرين وأكاديميين، الذين قدَّموا عصارة أفكارهم، وألقَوا الضوء على الواقع الحاليِّ الذي تعيشُه المجتمعات العربية والإسلامية، وكل المجتمعات في العالم، في ظل تنامي مظاهر الإرهاب والتطرُّف، التي باتت بمنزلة الآفة التي تهدِّدُ استقرار العالم كلِّه.
بدورهم ثمَّن كافة الحضور الجهود الكبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة و حكومة وشعباً لاحتضانها فعاليات هذا الملتقى، وإطلاقه، ولوقوفها الدائم إلى جانب كل ما يخدم ديننا، وأمتنا، وقضايا الإنسانية عامة .