facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ابوعلبة : يجري تهريب فكرة الوطن والهوية الوطنية


20-01-2016 02:31 PM

عمون - استضاف منتدى شومان الثقافي السيدة عبلة أبوعلبة، الامين الاول لحزب الشعب الديمقراطي الاردني "حشد" في ندوة حول "الاستقطابات السياسية في العالم العربي" قدمها فيها وأدار الحوار النائب عاطف قعوار.

وفي مستهل كلمتها قالت السيدة أبوعلبة:" أن أهمية تناول هذه الظاهرة تأتي، باعتبارها تشكل أحد تجليات المرحلة التاريخية – الانتقالية – الراهنة، وقد ادى تفاقمها بصورة حادة مؤخراً في عدد من البلدان العربية التي تشهد صراعات دموية مريرة، خصوصاً وانها تستند إلى الانحيازات الفئوية: العرقية أو الدينية أو الطائفية".

وأشارت أن علينا أن نسجل هنا ابتداءً اننا نتحدث عن الاستعمال السياسي للدين، وتوظيف الانتماءات الطائفية وصولاً إلى مفهوم، وفعل الطائفة السياسية".

وحول سؤال الهوية والبحث عن الهوية الوطنية قالت:" كان ابرز ما انتجته التحولات السياسية العربية الاخيرة، بين الاتجاهات السياسية التي لا تستند اساساً في برنامجها إلى فكرة الانتماء للوطن، لا بل ان الوطن بالنسبة لأصحاب هذه الاتجاهات هو ميدان لفرض السلطة السياسية على أسس الايديولوجيا العابرة للقوميات، وبين الاتجاهات الاخرى التي نشأت ثقافتها على اساس الانتماء للوطن والدفاع عن استقلاله وتنميته وتطوره. وبين هذا وذاك كان هناك جمهور عائم.. واسع، موزع على الفئات الاجتماعية المتوسطة والفقيرة تحديداً، يعاني الامرّين بسبب غياب الحقوق السياسية والمعيشية العادلة في وطنه الذي يحب".

وأشارت إلى أن هذا الجمهور الوطني بامتياز هو الذي طالب بالتغيير والاقرار بحقوق المواطنة المتساوية، في اطار المفهوم المسلم به للانتماء للوطن، وفي اطار الربط الضروري بين تنمية اوضاع المجتمع على اساس مفاهيم العدالة والمساواة والحريات العامة، وبين الحفاظ على الوطن آمنا، مستقراً ومزدهراً. وبسبب حالة التراجع والانكفاء الحادّ التي وقعت في مرحلة التحوّل السلمي نحو الديمقراطية، فقد بدأت الصراعات تأخذ منحى آخر، بعيداً عن مصالح الوطن والانتماء للهوية الوطنية الجامعة والموحدة.

وأكدت على أن هناك اسباب كثيرة تدعونا لتناول هذا الموضوع، وعلى رأسها مسؤوليتنا جميعا في الحفاظ / والدفاع عن فكرة الوطن في مواجهة تراجع دور الدولة الوطنية والهوية العربية حيث شكلت كل منهما مصدراً للنهضة والابداع، بعد بدء زوال الاستعمار العسكري عن البلدان العربية تباعاً والذي امتدّ من نهاية الاربعينات... وحتى اوائل الستينات.

وفي نفس السياق قالت أن الدرس الاهم الذي تعلمناه جميعا هو أن بناء الوطن والهوية الوطنية، لا يمكن أن يعتبر وحده مصدراً للاستقرار والأمان؛ بل أن عوامل استقرار الوطن ترتبط بالضرورة بمدى قدرة وجاهزية النظام السياسي على ترسيخ الدساتير الديمقراطية والقوانين العادلة التي تساوي بين المواطنين، وتقرّ بالتعددية بمختلف اشكالها وتعمل على صيانتها وحمايتها بعيداً عن سياسة المحاصصة المدمرة كما جرى ويجري في بلدان عربية عديدة.

وأكدت أن هناك عوامل خارجية شديدة التأثير على توجيه الصراعات في العالم العربي، وذلك بسبب تشابك المصالح الاستراتيجية، الاقتصادية والسياسية على وجه التحديد.

وتابعت حديثها قائلة أن سياسات الانظمة الحاكمة تراوحت على امتداد عقود من الزمن في ادارة التنوع الديني والطائفي والعرقي: بين المحاصصة السياسية، أو التعايش الاجتماعي دون تحصين قانوني قائم على الحقوق المتساوية، أو تكريس الولاءات والاستخدام السياسي لمكونات هذا التنوع، حسب طبيعة الانظمة السياسية وتبايناتها وخصوصية كل منها في البلدان العربية.

وأضافت:" أما التنوع السياسي, فقد تعاملت معه الانظمة السياسية العربية – حتى تلك التي تبنت برامج قومية تحررية ضد الاستعمار وكان لها فضل كبير في تجاوز المراحل الأولى ما بعد التحرر الوطني – تعاملت بالرفض وعدم الاقرار أو التسليم بالتعددية السياسية وفي هذا النطاق تكرست علاقات استبدادية مباشرة قائمة على التمييز وعدم المساواة واحتكار السلطة والثروة".

ولفتت إلى أنه يجري تهريب فكرة الوطن والهوية الوطنية قائلة:" في هذه الفوضى العارمة والتداخل الشائك الذي نشهد فصوله التدميرية يوماً وراء يوم، وتجري الآن محاولات محمومة لإحلال الهويات الفئوية محل الهوية الوطنية الجامعة، وبوعي أو بدون وعي، تنحاز فئات عديدة من المجتمع للهوية الفئوية بآليات فكرية وسياسية متخلفة أو من خلال المواجهة بالسّلاح، وبدلاً من إعادة الاعتبار للصراع الاجتماعي على اسس سلميه ومشروعة، يجري الطعن الأن بمشروعية المطالب والحقوق التي طالبت المجتمعات العربية باستردادها من انظمة الاحتكار والقمع ومصادرة الحريات... والاّدعاء بان الثورات العربية هي السبب في كل هذه المصائب الجارية حولنا".

وسلطت أبوعلبة الضوء على بعض العناصر في الحياة السياسية العربية قبل بدء ثورات الشعوب العربية الاخيرة مشيرة إلى إن انسحاب الدولة من وظائفها الرئيسية تجاه مجتمعها في مجالات الصحة والتعليم والضمانات الاجتماعية، كان له تأثير حاسم في تغيير معادلات الصراع الداخلية وإعادة هيكلة المجتمعات على اسس جديدة وضمن انحيازات جديدة فرضها النظام العالمي الجديد وادواته المالية " صندوق النقد الدولي " حيث ادى انسحاب الدولة من هذه الوظائف إلى تكريس الدور الامني وانكار وجود قوى اجتماعية عديدة عانت كثيراً بسبب هذه السياسات التي ادت الى عزلة وثنائية من نوع خاص في المجتمعات العربية وهي ثنائية: السلطة الحاكمة ومعها فئات اجتماعية محدودة مستفيدة من هذا النظام, مقابل المجتمع بفئاته التي تعاني جراء هذه السياسات.

أما العنصر الثاني المرتبط بالجانب الاول فهو تجاهل الانظمة السياسية لحلّ الصراعات، أو التعامل مع التحولات الطبيعية الجارية في المجتمعات ودفع استحقاقات التطور والتحديث وبدلاً من ذلك فقد حلت الصراعات في عدد واسع من البلدان العربية بإنكار وجود الآخر أو الغائه أو استخدام طرق بديله لأليات القانون مثل حل الصراعات القبلية في اليمن والسودان مثلاً عن طريق برامج مصالحة اجتماعية وليس من خلال النظام القضائي.

من جهة أخرى قالت أن على القوى السياسية تحديداً أن ترى جيداً أن هناك قوى على الارض وفي الفضاء!! تلعب ادواراً اساسية، على درجة عالية من الاهمية والحسم بديلاً عن الدول نفسها، مثل: الشركات العابرة للقارات والامبراطوريات الاعلامية والادوات المالية للقوى الرأسمالية العالمية: صندوق النقد، ولكل من هذه القوى امتداداها وادواتها المحلية المدافعة عن سياساتها وتوجهاتها.

وأضافت أبوعلبة أن تغييب دور الشعوب في تقرير مصيرها بدأ في العصر الحديث في إسقاط النظام السياسي في العراق عام 2003: ثم تدخل حلف الاطلسي لإسقاط النظام الليبي.. مع تجاهل تام لما سيحدث بعد ذلك وإنكار مريع للثقافة والديانات والتقاليد والانتماءات القومية ومسارات التاريخ التي شكلت العالم العربي مشيرة إلى أن هذا ما فعلته وتفعله القوى الاستعمارية والليبيرالية الجديدة في القرن الواحد والعشرين، ولا اعتقد اننا نختلف بشأنه مهما تباينت آراؤنا ومواقعنا حيال هذا النظام العربي أو ذاك.

وأشارت إلى أن كثير من وسائل التواصل الاعلامي والثقافي، تلجأ إلى القراءة السطحية السهلة للتحولات العربية منذ بدايتها، وإلقاء اللوم على التظاهرات والاحتجاجات الشعبية الواسعة والسلمية حيث لا يجب إنكار اسبابها ودوافعها، والاسباب السياسية العميقة والمشروعة وكذلك التاريخية التي وقفت وراءها.

واستشهدت بما قاله علماء عرب معروفين: ابن خلدون / ومالك بن نبي: " الغزو الخارجي لا ينجح الا بمقدار تفكك الداخل. وان مناعة المجتمعات وقدرتها على تجاوز التخلف من داخلها هما خط الدفاع الاول أمام الاختراق الخارجي".

واختتمت كلمتها بأننا جميعا مسؤولون أمام هذه التحديات بالنهوض بالمشروع الوطني القائم على المساواة والعدالة والحريات العامة... كما أننا مسؤولون تجاه هذا التغييب القسري لمصالح الوطن ووحدته ومنعته أمام الاجيال القادمة.

وتخلل الندوة نقاش بين الحضور والسيدة أبوعلبة أجابت فيه عن الأسئلة المطروحة.

ومن الجدير بالذكر أن مؤسسة عبد الحميد شومان أسسها ويمولها البنك العربي منذ عام 1978 وأطلق عليها اسم مؤسس البنك، لتكون مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، الأدب والفنون، والتشغيل والإبداع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :