احتفلوا باليوبيل الفضي لحكم مضى عليه خمس وعشرون سنة، بل باليوبيل الذهبي : لخمسين سنة؛ قل تعدادها عند ربي؛ ثم.. زادوا عشرا؛ فلما غادر صالة المنام الى المدينة ليبتاع خضارا وفاكهة؛ هتف البرلمان والجيش والدستور، وتخشب الشعب ولم يتخشب الزعيم.
وجد المدينة تنام عارية، ظمأى فوق عربات الخضار الخاوية، وذلك اثناء التجول في ازقة المدينة، وتحولت لحظة إلى بستان خشبي، بعد ان غادر المطر وحل مكانه حبيبات مطر كاذبة. في الاثناء قرر الزعيم؛ اجراء اصلاحات لاجل تغيير الحالة العامة التي تعيشها مدينته، ونادى الى اجتماع عام وفي منطقة مهمشة ، لكافة ابناء الشعب المطرودين والعاطلين عن العمل وممثليهم بقصد الدفاع عن حقوقهم المشروعة، بعد أن أغلق المنجم الأجنبي ابوابه لأسباب واهية وغير معروفة، وسرح العمال وشردت الأسر والعائلات الفقيرة.. مرت أيام الانتخابات في صيف قائظ ، اشتد فيها "زمهرير" الأقراص المدورة، وكثرت فيها الولائم، ووزعت "صرر" التموين، وُلبّس اللاعبون وأبناء الشعب أزهى قمصمان اللياقة البدنية، وقدمت الخطب الفصيحة الطنانة حتى صار كل المرشح ألامي "فرزدق" زمانه. اقترح المحيطون بالزعيم ؛وقالوا: شكلوا لجانا، ومن كل هذه اللجان، اختاروا لجنة وبدورها ستعين لجنة عليا تشرف على تلك اللجان. وبعد ذلك، ستنتخبون لجانا فرعية، ومن هذه اللجان، ستنتخبون لجنة إقليمية ثم محلية واخرى "حاراتية"، وعليه سيتم انتخاب لجنة تضم كافة شرائح اللجان المنتخبة من اجل الذهاب إلى العاصمة المركزية للتفاوض مع مجموعة من اللجان واللجان الفرعية والاقليمية وستتفاوض مع الحكومة من اجل ترشيح لجنة عليا، سيختارها "كبير الخدم" لترجيح كفة لجنة أو لجنة اخرى او التفاوض بشكل ودي ونهائي مع كل اللجان الرئيسية والفرعية وفي رحلة العودة إلى عقر الدار وجدوا البيدر قد احترق ..!!
عبرت سيارة الإطفاء شوارع المدينة بسرعة فائقة، واطلقت "زامورا" بشكل صارخ لتطفئ الحريق الذي اندلعت ألسنته في أحد"البيادر" وانتقل الى المنازل القديمة بالأحياء الشعبية المتاخمة للمدينة، وحينما وصلت السيارة إلى المكان؛ وجد الصهريج فارغا ولم يملأ بالماء...
الانباط