قال بحزن: أنا أحبّكِ ولكنَّني لا أراكِ كثيراً كما أريد!
قالت بإرهاق: هل لي أن أحبَّكَ بِصمتٍ وأراكَ قليلاً؟
لم يكن يعلم أنها لا تستطيعُ أن تراه كثيراً..
وأن تحبَّ كثيراً
وأن تعشقَ كثيراً
وأن تبوحَ كثيراً
وأن تفرحَ كثيراً..
وإن علمَ بذلك، هل سيحبُّها أكثر؟ أم سينسحبُ قليلاً؟
هل سيبحثُ عن حبٍّ آخر يراهُ كثيراً؟
سألَ الطيرُ: لماذا لا تَلتقيانِ؟ لمنْ سَأغنّي؟
صمتَ كلاهُما في حلم لِقبلةٍ ولو بالخفية!
وصرخا: غَنِّ ولا تَتوقفْ! فالموعد ما زال "جاري الشحن"، وعندما يَكتمِل سيكونُ اللقاء..
سيكون لقاءً جميلاً أحلى من الحلم، وأنظفَ من الحربِ والدمار، وأنقى من الهواء، وأشرفَ من الكراهية..
سيكونُ عناقاً تتجلَّى فيه كلُّ معاني الحبِّ والإخلاصِ والأمل.. ويصبحُ كثيرٌ منه قليلا وقليلٌ منه كثيراً!
وسينحني الشجرُ، وترقصُ السماءُ، وتَطرَبُ الحياةُ، وتمتلئ حبّاتُ المطرِ..
اعترفَ العاشق: أحببتكِ أكثر كما الآن أيتها الشكّاكة، وهل عندي سوى الانتظار؟!
فرحتْ هي كثيراً، وازدادتْ جمالاً، وعانقتْ موعدًا قريباً ودَعَتِ الطيرَ للغناء!
ثم اختارتْ شالاً وردِياً وفستاناً أنيقاً للّقاء..
وغادرتْ هي والطيرُ معاً..
رآها من بعيدٍ وبدأ القلبُ يضطربُ عندما رأى حُلُمَهُ يقترب..
فحضنَهُ بشِدّة وأصبحا "كطفلين معاً"..
وركضا "وسٓبقٓهما ظلّاهما" ولم ينتَبها لِلزمن..
فغنّى الطيرُ غناءً ورديّاً أنيقاً- كالشّالِ والفستان..