حكايتنا مع الاشقاء من اللاجئين السوريين والعالم وبخاصة بعض المنظمات الدولية أصبحت مملة بل نشعر احيانا ان بعض الجهات تحاول ابتزازنا والضغط علينا من خلال الهجوم على الاْردن بين الحين والآخر وتصويرنا دولة لا تحترم حقوق الانسان وتبطش بالضعفاء وتمنعهم من دخول الأردن .
آخر الحكايات تلك الآلاف التي جاءت الى المناطق الحدودية من مناطق تحت سيطرة عصابات داعش وارادت دخول الأردن فتعامل الأردن معها وفق منطق مصالحه وبما يحافظ على أمنه ،فأصبحنا متهمين ،وأصبح دور بعض المسؤولين الدفاع والتبرير لجهات لم نسمع صوتها في وجه كل ما يصدر حتى من مسؤولين ومرشحين امريكيين ليس فقط ضد اللاجئين بل ضد دخول نوع المسلمين الى بلادهم ،
نحن الأردنيين لسنا متهمين بل اصحاب فضل وحملنا عبئاً عن العالم كله وبخاصة الدول التي أشعلت سوريا وزادت النار اشتعالا وعلى ارضنا حوالي ١،٣مليون لاجىء، كما دخلنا ارضنا اكثر من ذلك بعشرات ومئات الآلاف ، وهو عبء لم تحمله الدولة ومؤسساتها الرسمية بل دفع الثمن كل أردني من لقمة خبزه وكأس الماء وفرص العمل ،لم نفعل ذلك الا وقوفا مع الاشقاء وأداءً لواجبنا العربي والانساني لكننا نتحول نتيجة ابتزاز هذه الجهات الى متهمين وكأننا من يقتل السوريين .
قبل ايام تحدث جلاله الملك للعالم بوضوح مقدما الموقف الأردني بمنطق واضح ،وهو أننا لا نستقبل هذه المجموعات لانها قد تكون مدخلا لهز استقرارنا وأمن كل أردني عبر تسلل أعضاء عصابات الاٍرهاب من خلالهم ،وحتى النساء فإنهن قد يكن جزءًا من هذا الاستهداف للأردن ، وان الأردن الذي يفعل هذا يعيش على أرضه اكثر من ١،٢ مليون سوري ، وايضاً هنالك حدوده الاخرى تستقبل كل يوم حوالي ١٠٠ لاجىء ،وان من حق الأردن بل واجبه ان يحمي أمنه وحياة مواطنيه وضيوفه ، وهو اعتبار سيادي .
كلام الملك كان واضحا ومقنعا ومنطقيا ،فنحن الأردنيين اصحاب فضل على العالم بما تحملناه بينما ما يقدمه العالم من مساعدات اقل بكثير مما يجب ، ولسنا متهمين ،لأن اي دولة مهما فعلت لحماية مواطنيها فانها تكون في اعلى مراتب الإنجاز وليست في موضع اتهام ، ولهذا فان لغتنا وخطابنا يجب ان لا يكون دفاعا عن النفس بل خطاب اصحاب الفضل على المجتمع الدولي وايضاً على الدول التي أشعلت النار وترفض اطفاءها بينما نحن الذين نحمل العبء ونتحمل اكبر بكثير مما نستطيع .
لا نمن على الاشقاء فهم منكوبون ،لكن العالم الذي يحاول وضعنا في خانه الاتهام هو الذي يجب ان يدرك اننا اصحاب فضل ، اما المؤسسة العسكرية والامنية التي تحمل العبء وتمنع اي خطر ان يصل الى بيوتنا وشوارعنا ومدارسنا فانها تستحق شكرًا بعد شكر وتقديرا فوق تقدير .
لسنا متهمين ،وحتى لو كان الذين على الحدود مليون شخص وفيهم من يهدد أمننا فإن من حقنا أن نحمي أنفسنا ،ومن لديه كميات تجارية من العطف فليأخذهم إلى بلاده بمن فيهم من ارهابيين وارهابيات .