facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




العرب ظهورهم إلى الحائط .. فماذا ينتظرون !!


شحاده أبو بقر
18-01-2016 07:47 PM

بجدارة طائفية مقيته , نجحت إيران في إرغام الولايات المتحدة والغرب عموما على الإستدارة نحوها وإعتبارها كما قال أوباما للتو, شريكا في حفظ المصالح الأميركية , سبحان الله , إيران التي كانت لثلاث سنوات خلت أحد أخطر دول مثلث الشر في نظر واشنطن وعواصم الغرب كله , غدت اليوم شريكا موثوقا بمقدوره الإسهام في حفظ مصالح هذه العواصم .

يتوهم أوباما أو هو يحاول إقناع الشعب الأميركي بأنه قد أحرز ما عجز عنه سائر سابقيه من ساكني البيت الأبيض في جلب إيران إلى بيت الطاعة , والحقيقة غير ذلك تماما , فإيران لم ولن تتخلى عن مشروعها الفارسي التوسعي , وهي اليوم تمارس التقية على أصولها, وقد نجحت فعلا في إستمالة رأس البيت الابيض وحلفائه الغربيين الذين باتوا يرون فيها دولة أقرب إلى الحليف منها إلى الخصم الذي كان .

الحقيقة المرة التي لا مناص من الإقرار بها عربيا , هي أن إيران وظفت وبدهاء , حالة الذل والهوان والتشتت العربي في بلوغ غايتها , فلقد أثبتت للعالم كله وعمليا على أرض الواقع , أنها ألأقدر على التحكم بمصائر العرب وتحديد واقع دولهم أكثر من العرب انفسهم , فبيدها إستقرار دولهم , وبيدها أشاعة الفوضى والدمار فيها ساعة تشاء, إعتمادا على وكلاء عرب ويا للاسف .
والحقيقة المرة تقول , أن إيران هي من يتحكم اليوم بشؤون العراق سياسيا وعسكريا , وهي وحدها القادرة على مواصلة تأجيج نار الطائفية في هذا البلد العربي الثري الكبير , أو إخمادها في لحظة إن أرادت , وهي وحدها من تجعل لبنان رهينة بيد ربيبها وحليفها حزب الله , وهي من يجعل لبنان أسير قرارها , وهي من يحول دون أن ينجح هذا البلد العربي حتى في إختيار رئيس له لعامين حتى الآن , وهي التي بمقدورها حسم هذا الأمر لو أرادت بمجرد هاتف إلى حليفها حسن نصر الله وهي من أجبر السعودية " بيض الله وجهها " على المبادرة لصد مخططها في اليمن عبر حلفائها الحوثي والمخلوع , وهي المؤهلة لمهاتفة الحوثي واعوانه بكلمة كفى لو أرادت , ليعود لليمن إستقراره , وهي من أفسد ثورة الشعب السوري وجعل سورية مرتعا لمن هب ودب ,وهي المتسبب في قتل وتشرد الشعب السوري ودمار بلده, وهي من يؤجج الفتنة الطائفية في البحرين والكويت وسواه من أقطار العرب , وهي سبب معاناة الشرق العربي هذا الأوان .

الحقيقة المرة ذاتها تقول , أن أوباما وهو الرئيس الاضعف في تاريخ الولايات المتحده , وجد في هذا النفوذ الإيراني الذي يقابله هوان وتشرذم عربي , فرصته الثمينة لمحاورة ملالي إيران وضمان تجميد برنامجهم النووي ولو إلى حين , في مشهد يكفل أمن إسرائيل من جهه , ويجنبه شخصيا تحمل مسؤولية خوض حرب في الشرق الاوسط من جهة ثانيه ,فهو الاضعف من أن يتحمل مسؤولية قطرة دم اميركية تراق خارج حدود أميركا .
يشعر أوباما اليوم بنشوة مصطنعة لن تدوم طويلا بعد أن يغادر البيت الابيض إلى غير رجعه , ويشعر روحاني في المقابل بنشوة حقيقية بعد إذ نجح في تمزيق العرب من داخلهم , مثلما نجح في إستمالة الغرب الحليف التقليدي تاريخيا للعرب , إلى جانب إيران الساعية للهيمنة على الشرق العربي كله , بعد أن وطدت أركان وجودها في العراق وسورية ولبنان , متطلعة إلى ما هو أبعد تباعا .

ويبقى العرب ومهما هانوا وذلوا وتشرذموا وأستبيحت أوطانهم , أحفاد محمد صلوات الله وسلامه عليه , رغم أنوف الفرس واليهود وحكام الغرب كله , ومهما تآمر عليهم المتآمرون وخذلهم المتخاذلون وخانهم الخائنون وتخلى عنهم الحلفاء المصطنعون , فستأتي لحظة العروبة والدين في أبهى تجلياتها , والارض العربية التي ما قبلت بدوام الذل أبدا, لن تكون بعد اليوم ساحة مفتوحة للطامعين والطامحين حتى لو غطى ثراها الطهور أجساد العرب جميعا .

لم يبق للعرب ما يخشونه , وليس أمامهم اليوم غير نفض غبار الذل والهوان والتوحد صفا واحدا في وجه الشر الاجنبي , وعلى العرب المتعاطفين مع إيران ضد اوطانهم تحت ذرائع واهية مخادعه , أن يفتحوا عيونهم جيدا على الخطر الذي سيجتثهم قبل سواهم لو نجح المخطط المعادي لا قدر الله , وعليهم قبل غيرهم , مطالبة إيران بالخروج فورا ونهائيا من العراق وسورية ولبنان واليمن وكل ارض عربيه , وليس عربيا ولن يكون ,من يتردد في الأنتصار لوطنه وأهله في مواجهة الغرباء . العرب اليوم في خطر داهم غير مسبوق , ويقينا فإن الله جل في علاه معهم ولن يخذلهم , والمطلوب ان لا يخذلوا هم نفوسهم وأوطانهم , والعرب اليوم ظهورهم إلى الحائط , فماذا ينتظرون , والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :