زيادة رواتب النواب ، بين امعاء الجار وقطة النواب
27-06-2008 03:00 AM
نعم هذه القصة القصيره كانت دوما تحدثني بها امى _ رحمها الله _ للدلالة على عدم مبالاة البعض وعدم اكتراثه .... بمعاناة غيره من الناس ... ...
( حيث تقول القصة ان احد الناس االلامبالين قد رأى امعاء جارة تخرج من بطنه بعد وقوعه من مكان عال ، فبدل ان يسعف جاره تمنى ان يحصل على امعاء ذلك الرجل ليطعم قطته ..)
وهذا ماحدث مع نوابنا المبجلين فبدلا من الشعور مع مايعانيه الناس من القل والفقر والعسر اخذوا يتراكضون وراء مكتسباتهم ويتزاحمون للفوز بامعاء الرجل المريض .
نعم فقد وقع خبر زيادة رواتب النواب على غالبية افراد الشعب الاردني ، وقع الصاعقة التي لم يتوقعوها .
فهل من المعقول ان يطالب نواب هذا الشعب الغلبان والذي اوصلهم الى قبة البرلمان بزيادات في رواتبهم ، في حين ان الشعب الذي يكابد الغلاء وارتفاع الاسعار لايجد مخرجا مما هو فيه .
الم يفكر النواب بلحظة تامل ان مايفعلوه ... قد يستفز مشاعر وهواجس من اوصلوهم الى البرلمان ويوقع في انفسهم اعتلاجات الحسرة والندامة على ما يقترفه نوابهم المبجلين .. المتنعمين بخيرات الشعب ... ومقدراته .
ثم الا تعتقدون ان ماصرفه هؤلاء النواب على حملاتهم الانتخابية يدل على امكانية استغناءهم حتى عن رواتبهم التي ياخذوها من اموال الشعب .
اوليس الاحرى بهؤلاء النواب المبجلين ان يطالبوا بزيادات في رواتب الموظفين المعسورين ، او العمل على تجسير الهوة بين الفقراء وغيرهم من الميسورين .
اوليس الاحرى بهؤلاء النواب المبجلين ان يبذلوا جهدهم ووقتهم في البحث عن سبل ادارة الازمة المعيشية التي يعانيها ناخبيهم بدل ان يبحثوا عن سبل تحسين ظروفهم الشخصية .
الا تعتقدون معي ان النائب الذي صرف ماصرف من اموال في سبيل الوصول الى مقعد البرلمان ، هو في غنى عن بضع مئات من الدنانير يصرفها في الحديث عبر الخلوي الذي لا يستخدمه في خدمة ناخبية بمقدار استخدامه في تحصيل مكتسباته الخاصة والشخصية .
اوليس الاحرى بالنائب المبجل الذي جاء انتخابه تكليفا لاتشريفا ان يكون المبادر الى شد الحزام وتفعيل سياسة التوفير والعمل على استنباط التشريعات والقوانين القادرة على حلحلة الامور وتيسيرها على الناس .
ام ان استمتاعهم بمنظر امعاءنا الخاوية قد اغرى قطتهم المدلله .