أوطان للفقراء فقط !!خيري منصور
17-01-2016 02:01 AM
ليس جديدا القول، بإن الفقراء غرباء في عقر وطنهم، فقد سبقنا اليه حكماء وشعراء وفلاسفة وأئمة، لكن الجديد في عالمنا العربي هو ان من يهاجرون من بلدانهم ينقسمون على الفور وقبل مغادرة الحدود الى فئتين، فئة تصطحب رأسمالها وعلاقاتها وتجد الانصار بانتظارها اين حلّت، وكل ما تحتاج اليه تجديد يافطات باسماء المحلات او أرقام لسياراتها تبعا لتقاليد البلد المضيف، هذه الفئة وهي اقل من طبقة لا تقرع الابواب ولا تعلق بالحدود لأن البوابات مشرعة لها في العالم كله حتى في عواصم الغرب التي تكف عن الثرثرة عن الهجرة وتهديد الهوية وتلويث الدم الازرق عندما يكون المهاجر مثقلا بالملايين، انها تقدم له جنسيتها الغالية والحراس الذين يحرسون المهاجر الذي كان للتو غريبا من بني جلدتهم . اما الفقراء الذين لم يتحدوا بل تحولوا بسبب الوعي السالب والثقافة المضادة حتى لمصالحهم الى ادوات لحروب الاخرين لكنهم لا يكتشفون ذلك الا بعد فوات الاوان . ويبدو ان خطاب الصمود والدفاع عن التراب اصبح حكرا على الفقراء، لأنهم صامدون رغما عنهم ومنهم من لا يملك شروى نقير كما يقال وان حصل على بطاقة سفر فهي لرحلة واحدة فقط ! لكن هل اصبح مفهوم الوطن لدى البعض حسابا في بنك وبيتا في المنفى ورخصة تجارية لاستئناف المهنة ؟ أين اذن كل ما كتب وقيل طيلة قرون عن الهوية والكرامة الوطنية وهل مزق العرب بيت الشعر الذي كان يعلق على جدران المدارس تحت صورة امير الشعراء احمد شوقي وقد وضع يده على خده وقال : وطني لو شغلت بالخلد عنه نارعتني اليه في الخُلد نفسي وهل تغيرت السايكولوجيا العربية بحيث حذف ايضا من كتاب النصوص بيت شعر آخر هو : بلادي وان جارت علي عزيزة وأهلي وان ضنّوا على كرام وهل انهت العولمة والرأسمالية المتوحشة مفهوم الوطن بحيث لم يعد وطنا اجباريا الا للفقراء الذين يولدون ويكدحون ويموتون سرا، كالاعشاب اللصيقة بالتراب في ارض مهجورة ؟ ان بلاد الكون كله وليس بلاد العرب هي اوطان فئة عابرة للحدود والتاريخ والطبقات، وهذا هو النشيد الجديد الذي يليق باوطان افرغت من اهلها بانتظار ديموقراطية موعودة تنعم بها الاطلال فقط . ما يجري لنا وفينا وحولنا هو ما نجهله اما المعرفة كلها فهي في مكان آخر!!.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة