ماذا يعني رفع العقوبات عن ايران ؟!
مأمون مساد
16-01-2016 11:23 PM
كيف ستبدو الايام والاسابيع القادمة في المنطقة ككل و الساعات القادمة ستشهد مسار تخفيف العقوبات عن إيران تنفيذا للاتفاق النووي الذي عقد صيف 2015 ... واي علاقة ستحكمها بيجرانها شرقا وغربا ربما اسئلة برسم الاستشراف امام الحقائق التي لابد من الوقوف عليها تاليا وربما التغيير في الخريطة السياسية والاقتصادة والتحالفات القادمة الى الشرق .
الحقائق والمؤشرات ان تخرج طهران فعليا من حصار غربي استمر 13 عاما تقريبا, وبالتالي سيصبح الطريق لها مفتوحا اقتصاديا وهي التي باتت محجا حتى وقبل الاعلان عن رفع العقوبات وبمجرد اعلان النوايا محجا لعشرات الشركات والوفود الاقتصادية والسياسية لالتقاط فرص انتظرتها طويلا في ظل ازمة اقتصادية عالمية ألقت بظلالها على معظم اقتصاديات العالم وتريد طريق الخلاص وتعويض تباطوء اقتصادياتها في سوق ايران الغني في الغاز والبترول والتسلح واعادة بناء قدرات الدولة الخارجة من قيود المجتمع الدولي .
ولايران ايضا مصالح تريدها الان وبعد وقعت الاتفاق مع مجموعة الدول الست تموز الماضي بفيينا تحقيقها ...فهي ستسعى للحصول على مقومات مالية وعسكرية وسياسية أكبر قد تساعدها على توسيع أدوارها في المنطقة غربا في منطقة الخليج والعراق وسوريا ولبنان وشرقا باتجاه باكستان وافغانستان وربما ابعد خاصة في ظل أزمات المنطقة الملتهبة ،فالاتفاق يتضمن الإفراج عن جزء مهم من أموالها المجمدة في الخارج بمقتضى العقوبات الدولية والغربية، و قدر مسؤول في البنك المركزي الإيراني حجم الأموال المجمدة التي سيُرفع عنها الحظر خلال خمسة أو ستة أشهر من تنفيذ الاتفاق بنحو ثلاثين مليار دولار،مع الاخذ بعين الاعتبار
الانتعاش في قطاع النفط والغاز الإيراني لترتفع الصادرات الإيرانية (بحسب ما ينقل موقع قناة الجزيرة ).
سياسيا وعسكريا فان التحالفات ايضا سيعاد تشكيلها من خلال لعب ايران دور شرطي المنطقة بحكم القوة الاقتصادية ،ودائما ما يقال ان الاثر يدل على المسير فأن الادارة الامريكية قد نأت بدورها الى مواقف ايران والتدخلات السافرة والمعلنة ايرانيا ورسميا في الايام الاخيرة في سوريا ولبنان واليمن والعراق ولم تفكر في مراجعة او التلويح باسقاط الاتفاق المتفق مسبقا في اقتصار على السلاح النووي ،والدافع بالطبع ربما حماية الشريك الاستراتيجي الاسرائيلي في المنطقة ،بل انه وبحسب مصادر ايضا تقول طهران إنها تسعى إلى توقيع عقود أسلحة بقيمة عشرين مليار دولار، وكانت تسلمت بالفعل مؤخرا أنظمة "أس 300" الروسية المضادة للطائرات.
الشرطي الجديد في المنطقة بقوة المال والدعم الغربي سيسعى جاهدا لاثبات كفاءته السياسية والاقتصادية ،وسيسعى جاهدا ان يكون قوة كبرى تحتاج الى اعادة بناء التحالفات الكبرى في المنطقة وهنا لابد من اعادة ترتيب وضع تركيا واسرائيل والدول العربية الاسيوية منها والافريقية ،وهي التي لايجب عليها الانتظار طويلا امام هول والتمدد الايراني في تحديد طبيعة العلاقة اولا وتشكيل قوة تضاهي القوة الايرانية ولا تكتفي بالتطمينات التي اطلقتها الولايات المتحدة أبان توقيع الاتفاق في ضمان عدم تهديد ايران للخليج والمنطقة .