"مركز المشترك بين اللغة العربية واللغات السامية القديمة" بالعين ..
14-01-2016 05:35 PM
في ختام فعاليات ندوة المشترك بين اللغة العربية و اللغات السامية القديمة :
بدعم من حامد بن زايد .. إنشاء "مركز المشترك بين اللغة العربية واللغات السامية القديمة" بالعين..
د. فاطمة سهيل المهيرى : إطلاق مشروع المعجم التاريخي للغة العربية..
عمون - أعلن مركز الحصن للدراسات والبحوث اليوم عن إنشاء "مركز المشترك بين اللغة العربية واللغات السامية القديمة"يكون مقره بمدينة العين وذلك بدعم من سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولى عهد ابوظبي
و يعنى هذا المركز الجديد بنقل اللغات السامية القديمة إلى اللغة العربية مباشرة , اضافة الى دعم البحث العلمي في اللغات السامية القديمة الى جانب تأسيس مدرسة عربية جديدة للمسميات والمفاهيم في دراسة اللغات القديمة
جاء ذلك فى ختام فعاليات ندوة المشترك بين اللغة العربية و اللغات السامية القديمة بعد ظهر اليوم و التي عقدت بمركز المؤتمرات بالعين خلال اليومين الماضيين و نظمها مركز الحصن للدراسات و البحوث الذي تديره الدكتورة فاطمة سهيل المهيري .
كما اعلن مركز الحصن للدراسات والبحوث ضمن توصيات الندوة التى القتها الدكتورة فاطمة سهيل المهيرى عن البدء في عمل مشروع المعجم التاريخي للغة العربية لتأصيل مفردات اللغة العربية وتحديد ظهورها للمرة الأولى ويتتبع تطورها عبر التاريخ اضافة الى إنشاء قاعدة معلومات للنقوش العربية القديمة
كما اعلنت الدكتورة فاطمة عن قيام مركز الحصن للدراسات والبحوث بعقد هذه الندوة سنوياً على ان يتم إصدار وقائع كل ندوة على حدة مؤكدة على ان مركز الحصن سيأخذ بعين النظر جميع التوصيات التي أقرها المشاركون
و كانت الندوة قد ناقشت في اليوم الثاني و على مدى جلستين متتابعتين ثمانية أوراق بحثية – حيث استعرضت الجلسة الأولى التي رأسها الدكتور حامد زيان أربعة أوراق بدأت بورقة المشترك و المختلف بين اللغتين " البجاوية" و العربية للدكتور محمود عبدالله استاذ الدراسات السودانية و المصرية القديمة بجامعة النيلين بالخرطوم السودان – حيث أكد على أن اللغة البجاوية الحية الآن هي عربية جاءت هجرتها إلى السودان منذ خمسة آلاف سنة مع أقدم الهجرات العرية إلى السودان- و قال أن متكلمو هذه اللغة من البجة موثقون في المصادر المصرية القديمة منذ الألف الثالثة قبل الميلاد مشيرا ً إلى أن هذا يعد أهم دليل على قدم الوجود العربي في السودان – إضافة إلى أن هذه اللغة هي الوحيدة من اللغات الثلاث هي و الأكدية و المصرية القديمة التي لا تزال حية و في لهجات عدة – و قال أن هذه اللغة التي بدأ توثيقها في القرن التاسع عشر الميلادي تعد كنز لغوي تؤرخ بعض مفرداتها لبعض اللغات و ماتزال تحتفظ بالصيغ القديمة لهذه اللغات أو ما يقاربها.
و جاءت الورقة البحثية للدكتور عبد الحليم نورالدين لتعرض المتوارث من اللغة المصرية القديمة في اللغة العربية – حيث أكد على أن اللغة المصرية القديمة و هي لغة سامية تعبر عن شخصية الإنسان المصري و تراب أرضه – و لكنها ككل لغة كان لابد أن يحدث التقارب بينها و بين اللغات الأخرى للشعوب المجاورة مبينا ً أنه لا يعيب أي لغة أن تأخذ من غيرها بالشكل الذي يحقق لها التكامل ما دامت تحتفظ بخصائصها الأصلية.
و قال الدكتور نور الدين أنه عندما تذكر اللغة المصرية القديمة لابد و أن نذكر معها الكتابة الهيروغليفية و الهيراطيقية ، و الديموطيقية و القطبية مشيرا ً إلى أنها جميعا ً جاءت في إطار تتابع زمني يعبر عن الامتداد الزمني الطويل الذي عاشته اللغة المصرية القديمة – إضافة إلى أنه يعبر في الوقت نفسه على النضج الفكري للإنسان المصري القديم الذي أدرك أهمية الأداة المعبرة عن اللغة و هي الكتابة – و قال الدكتور نورالدين بوجود تواصل بين الماضي و الحاضر في الحضارة المصرية القديمة و يتمثل هذا في التقاليد الموروثة إضافة إلى المعتقدات الدينية.
و قدم الدكتور صالح محمود إدريس ورقة بحثية تحمل عنوان " التشابه و القرابة المعجمية بين العربية و الجعزية مبينا ً أن اللغة الجعزية لغة سامية جنوبية عريقة كان الناس يتحدثون بها في أريتريا و شمال أثيوبيا كما كانت هذه اللغة أي " الجعزية" هي اللغة الرسمية لمملكة "أكسوم" التي كانت ممتدة من أريتريا الحالية إلى شمال أثيوبيا – و قال أن هذه اللغة ظلت موجودة كلغة أدبية و كنيسية في كل من أريتريا و أثيوبيا لعدة قرون بعد موتها – مشيراً إلى أن استخدامها ينحصر الآن في المجالات الدينية في الكنيستين الأرثوذكسية و الكاثوليكية في كل من أريتريا و أثيوبيا – و قال أن " الجعزية" وجدت في السنوات الأخيرة من القرن المنصرم اهتماما ً خاصاً قبل المثقفين الأريتيريين و الأثيوبيين، وتمثل هذا في إصدار مواد مرجعية كالقواميس و كتب القواعد اللغوية و تزايد الاهتمام بتدريسها في مؤسسات التعليم العالي – مؤكدا ً على أن "الجعزية" في ذروتها استخدمت في انتاج مدى واسع من الأدبيات الأصلية و المترجمة التي تنوعت بين نصوص دينية و نصوص علمية كالرياضيات و القانون – إضافة على علاقة النسب بين العربية و الجعزية باعتبارهما لغتين ساميتين جنوبيتين.
وحول نشأة الخط العربي و تطوره استعرض تناول الدكتور مشلح المريخي الأستاذ بكلية السياحة و الآثار بجامعة الملك سعود رؤية جديدة في هذا المجال استعرض من خلالها النظريات الثلاث التي تم تداولها بخصوص نشأة الخط العربي مشيرا ً إلى النظرية الثالثة التي ظهرت في ثلاثينيات القرن العشرين و التي اعتمدت فيها على المكتشفات الأثرية للنقوش القديمة مبينا ً نقش " المابييات " الذي كشفت عنه أعمال التنقيب التي يقوم بها قسم الآثار بكلية السياحة و الآثار بجامعة الملك سعود و توضح أن هذا النقش أكثر تطورا ً و أقرب للحروف العربية كما ظهرت في القرن السادس الميلادي – وأشار الدكتور المريخي إلى أن 60% من النقوش العربية المبكرة "من القرن الأول إلى القرن الثالث الميلادي" في منطقة "العلا" في شمال المملكة العربية السعودية ليؤكد على أنها هي " المهد المنطقي" لنشأة الحرف العربي من الحرف النبطي.
و في الجلسة الثانية من اليوم الثاني للندوة و التي أدار حوارها الدكتور زياد السلامين – تم استعراض أربعة أوراق بحثية – حيث تناول الدكتور عمر الغول من قسم النقوش بكلية الآثار و الأنثروبولوجيا بجامعة اليرموك اللغات السامية الشمالية الغربية وصلتها باللغة العربية- حيث دعا الدكتور عمر إلى إعادة النظر في التقسيم الحالي للغات السامية الشمالية الغربية مستنداً في هذا إلى معايير لغوية خالصة- و قال أن التقسيم التقليدي لهذه اللغات يقسمها إلى لهجات كنعانية و أخرى أراميه مشيرا ً إلى أن المعايير الثقافية لهذه القسمة كانت واضحة بعد أن ألحقت هذه اللغات و اللهجات بأطر ثقافية نسبت إليها سمات إثنية ووطنية و ذلك بدواع دينية و سياسية الأمر الذي أدى إلى الفصل ما بين اللغات على الرغم من اشتراكها في سمات لغوية صريحة مما ساهم في انفصام العرى الأكاديمية و البحثية ما بين هذه اللغات و بنات عمومتها من اللهجات العربية التي تشترك معها في كثير من السمات اللغوية.
كما استعرض الدكتور ليث مجيد حسين من جامعة "ماربورغ" بألمانيا الاتحادية- ورقة بحثية بعنوان " المشترك ما بين العربية و الأكدية" – مبينا ً أن اللغة "الأكدية" كانت لغة التحدث في بلاد الرافدين لتصبح لغة الكتابة و التخاطب- مشيرا ً إلى أن هذه اللغة تعد أقدم لغة سامية معروفة إضافة إلى أنها من اللغات الأكثر توثيقا ً في الشرق القديم و كانت تدون بالخط المسماري- و قال أن اللغة العربية تضم الكثير من الكلمات التي يوجد ما يماثلها في اللغة "الأكدية" بلهجتيها "البابيلية و الأشورية" – و قد حاول الدكتور ليث من خلال ورقته البحثية الكشف عن طبيعة المشترك بين العربية و "الأكدية" بهدف الوصول إلى أوجه الشبه في كل منهما.
و من جامعة "بيرزيت" استعرض الدكتور عصام حلايقة – الظواهر اللغوية المشتركة بين العربية و الأوغاريتية – و تساءل عن الاشتراك المعجمي بين اللغتين على الرغم من التباعد الجغرافي و التباعد الزمني الذي يصل إلى ألفي عام – كما تساءل أيضا ً عن كفاية إيجاد الدلائل اللغوية و المعجمية لإثبات العلاقة التاريخية التي وجدت في زمن بين متحدثي اللغة " الأوغاريتية" في سوريا و بين الشعوب التي تحدثت اللغة العربية في الألف الثانية قبل الميلاد – مشيرا ً إلى أن اللغة العربية احتفظت بكثير من المعالم اللغوية السامية القديمة وورثتها بما فيها المفردات و دلالاتها.
و تناول الدكتور هاني هياجنة من جامعة اليرموك بالأردن ضمن رقة بحثية بعنوان "ملاحظات حول شواهد العربية المبكرة في ضوء نقوش الجزيرة العربية قبل الإسلام" النقوش العربية الشمالية القديمة – و النقوش العربية المبكرة باعتبارهما مصدرا ً معجميا ً للمفردات و الظواهر الصوتية و الصرفية و التركيبية التي يمكن أن تسهم في فهم جوانب الخلفيات "التاريخية- اللغوية" للعربية الفصحى المعروفة و امتداداتها عبر الزمن مشيرا ً إلى أن المناطق الشمالية من الجزيرة العربية منذ القرن السابع قبل الميلاد و حتى القرن الرابع الميلادي شهدت حراكا ً حضاريا ً ظهر في الآلاف من النقوش العربية التي كتب بالخط "السبئي" الذي يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد- كما أن هناك مرحلة انتقالية كتبت فيها العربية بالخط "النبطي الآرامي" الذي تطور منه الخط العربي.