قيمة، وعزّة وقداسة الوطن!
طارق مصاروة
14-01-2016 02:24 AM
حين نقرأ في محاضرة د. فيروز عمرو من مكافحة الفساد في مادبا، ونتمعن في معضلة الالعاب المالية في وادي موسى نتساءل: لماذا استمرت الاضرابات والاطارات المشتعلة وتكسير المحال القريبة وتعطيل حركة السياحة وهي في الاساس ضعيفة؟!.
هيئة مكافحة الفساد حصّلت من لاعبي الثلاث ورقات 25 مليون دينار، وسيارات واصطبلات خيول ومع ذلك فقد تحوّل الاحتجاج الى تقليدي يومي نشوّه فيه وجه المدينة الوردية، ونضعف بالأمن الناعم هيبة الدولة.
هذه الظاهرة نجدها في كل مكان في بلدنا، وصار اهل المغدور ينزلون بأحزانهم الى الشارع، ويطالبون الامن «بعطوة أمن» وهذه جديدة في عشائرية هذه الايام فعلى الأمن الذي نشهد له كل يوم بالاخلاص والنظافة والمسؤولية، ونطالبه «بخلق» الفاعل.. الآن، وقبل دفن المغدور.
وهذه الظاهرة نجدها حين نحتج على هندسة احدى الطرق خارج المدن والقرى، وحين توسع الاشغال وتستملك لحاجات الطريق الهندسية تبدأ الاحتجاجات: انكم تأخذون ارضنا الاستملاك قليل، وهات يا حجارة على آليات الوزارة او المتعهد.
والظواهر المريضة كثيرة: احتجاج على الغاء الدورتين في امتحان التوجيهي، احتجاج على قرار حكومي في عدم اقتطاع اشتراكات اعضاء نقابة المعلمين من رواتبهم، ذلك ان النقابة ليست الزامية بقرار حكومي، ولم تلزم نفسها بتحصيل الاشتراكات، فكل النقابات يدفع اعضاؤها دون التزام حكومي بها.. ما عدا نقابة المعلمين، فاضراب هذه النقابة يعني ابتزاز الدولة في واجب تعليم اجيال الامة، والامساك بها من اليد التي توجعها.
أهو «الدلع الوطني» هذا الذي تلبسنا منذ فجر الربيع العربي الذي دمر العرب بأيديهم؟! أم هو تردد المسؤول في استعمال سلطة الدولة؟!.
هل درسنا معضلة معان الأمنية التي ثبت فيها ان المعانية ليسوا خارجين على القانون؟ وان الأمن لم يقصّر، وان «القاعدة» وداعش كانت مجموعة صغيرة لا قيمة لها.. وان كل شيء كان لسبب واحد هو: جبن المسؤول عن اتخاذ القرار؟!.
ندعو الى صحوة أردنية تفتح العيون على قيمة، وعزّة، وقداسة الوطن والدولة والنظام.
عن الرأي