عندما ينخر السوس "الاسنان " وتنتشر البكتيريا في المكان وتشتم رائحة العفن، ويبدأ زعزعة استقرار المكان ويمتزج الم "الضرس" بمشاعر الحب والوطنية والمرح والكره التي سوف تتقزم.. عندما يقف "الريفانين" عاجزا، وكل المسكنات أمام ذلك السوس والبكتيريا اللعينة، و تضع رأسك تحت الوسادة وفوقها وتعلن حالة الطوارئ، تتمنى لو أن نظرية داروين تكون صحيحة لتتحول إلى "ذبابه" أو قرد أو... ربما تداعبك خيالات ؛ وتود التحول إلى كلب تسكن في ذلك القصر غير الرئاسي، لا حاجة للتفكير بمواصلات النقل العام ولا "الكتنرول" فانت تصعد "لاندكروز" بجانب فتاة شقراء- قادمة من صالون جويل – للتو، وتراقب الاخرين والمارة في شوارع تم عملها بعناية فائقة وبالمناسبة ليس الباص السريع؛ وتراقب المارة الشباك ولسانك ممدود لهم، لن يحاكموك على ذلك!!
هنيألك ايها الاليف ؛ تأكل غذاء ربما لا يكون وطنيا وانما صحي وكامل الدسم وتشرب مياهاً غازية وتلقى عناية طبية راقية من قبل اشهر الاطباء، تنام على ريش النعام بعد حمامات ساونا وجاكوزي وربما تحظى بعطر من ارقى العطور العالمية ولا تفكر بضريبة الدخل وفاتورة الطاقة خليلي الوفي سابقا؛ سوف تتنزه قرب قصر المؤتمرات أو تشاهد فيلم "احنا بتعوع الاوتوبيس" في مكة "مول" ؛ صديقي طبعك حلو :لا تنزعج بمجرد مرورك قرب وزارة المياه او تشاهد ضفادع بشرية قرب صنابير الصرف الصحي؛ لا تابه عندما تشاهد كائنات تشم البنزين مناصفة مع سيارات الموتى المصطفة في طابور على محطة وقود نهاية الشهر.

لم تعد "خليلي" ؛ فانا مواطن وانت مجرد "كلب"؛ حتى وان حمل كلانا رقما وطنيا؟! اتسمح لي بصورة "سلفي" وانت في سيارة أو "سلفي " مع قطعة نقود معدنية، او مع ورقه من فئة الدينار شاحبة أنهكها السفر بين جيوب أصحاب التاكسي ومرتادي النوادي الليلية ارجوك لا تفهمني "غلط" انا لست جائع !! وهذه الدموع ترافق الفجر فقط !! ربما مل الجزار تحديقي الى اللحم، أو فهم انني عاطل عن العمل ينزوي حزينا قد أتعبه التنقل بين الرفوف، أو إلى قنينة زيت "معتقه "في أحد "الدكاكين" …. وجودي هنا، ثمة نوع "الوطن". كل ما تراه؛ مجرد هذيان أدى إلى هذه المقطوعة الحزينة، وانا في طريقي إلى طبيب الأسنان وإلى وزارة الصحة ورئيس الحكومة والأغلبية الصامته - على طول - والمعارضة والاحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني وأقول لهم بي الألم ، هل تشعرون ؟!

أخاطبكم ارجوكم راجعوا طبيب الاذن والانف والحنجرة !!؟

الانباط