تعلمنا من «فريال» التي تؤديها الفنانة وفاء موصللي في مسلسل «باب الحارة» مصطلحات ودعوات غريبة مثل «العين تطرقك». وكون «نصف الشعب الاردني» وخاصة «المذيعات» و «الستات»، أصبح يتحدث اللهجة « اللبنانية»، وكذلك « السورية»،والثانية، بسبب وجود الاف اللاجئين السوريين ممن شردتهم آلة القتل والإجرام بيننا.
كنتُ في «سوق الخضار»، بعد ان طلبت مني «المدام» شراء ما تيسّر من «البندورة» و» البطاطا».
ومثل «طير غريب»،أخذتُ أتنقّلُ من «بَسْطة» الى « بَسْطَة». أُعاين واتصل بـ"المدام» أستشيرها بالسعر،وإن كان مناسبا،أشتري،أو اغادر المكان. بحثا عن «بدائل» بسعر أقل.
جاءت سيدة واضح انها «سورية»، من لهجتها. وكانت معها ابنتها الصبيّة. أخذت تسأل عن الاسعار، وكلما عرفت السعر،قالت "عين تطرقهم، على شو؟».
أعجبني الكلام،كلامها،وانا «شآميّ الهوى». وقد تربينا على اللكنة الشامية من خلال «التلفزيون العربي السوري»، هكذا كان اسمه، ايام زمان، ولا أدري الآن!
وكلما،سعت السيدة لشراء نوع من الخضار،اكتشفت،أن سعره ""نار»، فتكرر عبارتها الشهيرة "العين تطرقهم".
ذهبتُ الى "الحلاّق" كي أتخلّص من الشعر الزائد الذي يطوّق أُذنيّ،فيبدو مثل أشواك بريّة مبعثرة. جلستُ أنتظر «دوري».
كان صاحب المحل، يثرثر بطريقة مبالَغ فيها. أكثر من أي حلاّق عرفته.
وحين أوشك "صبري» على النفاد، جاء شاب يعمل في المحل،وقال "تفضل استاز".
تأملتُ وجهي، ورأيتُ كم ان «شعري» طائر،بطريقة «فوضوية،توحي لمن يراني أنني خارج من «كهف».. وليس من بيت آدمي.
أخذ الشاب الذي اكتشفتُ فيما بعد،أنه من الاخوة السوريين. .يقص خصلات شعري، ويتأفّف، ويردّ على صاحب المحل، وحين سأله عن سعر السيارة التي اشتراها، ابدى اعتراضه على السعر ،وقال مجاملا: على شو،السيارة ما بتسوى. العين تطرقوا اللي باعك اياها!
توقفت اثناء عودتي عند «الميكانيكي». جاء ولد واخذ يتفقد السيارة كما طلب منه "المعلّم». واكتشف،وجود «مسمار» في « العجَل».
استغربت. قلت له:غريب اني ميّلت عند واحد في»الكازية» ينفخلي «العجَل».غريب إنه ما انتبهله!
وعلى الفور قال "الميكانيكي الصغير": العين تطرقه.. غشّاش!
قلت:بس هو الغشّاش.
العين تطرقهم كِلهم!
الدستور