د.مصالحة يكتب : السفينة الأردنية لن تغرق يا ابا عودة .. !
د. محمد المصالحة
11-01-2016 04:26 PM
نسب الى الاستاذ عدنان ابو عوده قوله في احد الجلسات الحوارية في حاكورة البدري الاسبوعية عبر صحيفة عمون الالكترونية "باننا على متن سفينة تغرق" مستشهدا بما ورد في مقدمة ابن خلدون حول " الحكام والعسس والمكوس" ليسقطه على الحالة الاردنية .
واذا أُقدّر لمعاليه خبرته السياسة وتجربته في الحكم عدة عقود حيث كان احد المستشارين المقربين للنظام، فإنني صدمت وقطاع كبير من الرأي العام المحلي حول هذا التوصيف عبر الاعلام لحالة بلدنا في هذه المرحلة الخطيرة ومن شخصية عامة مثل الاستاذ ابو عوده.
ان هذا التوصيف غير الموضوعي وغير المبني على معطيات وحقائق، هو ضرب من التجديف السياسي يجعله اقرب ما يكون الى التنبؤ الظلامي او اذا ما أسأنا الظن به فهو تفسير عاطفي نعتقد بان شخصية سياسة عامه تنأى بنفسها عن التبشير او الانذار به.
اجل ان مشكلة الاردن اقتصادية حقاً منذ نشأته حتى اليوم، وتزيد ظروف الاقليم وتداعياتها المتتالية على اوضاعنا من تفاقم اثار هذه المشكلة لكن الدعم العربي والدول المانحة وحكمة القيادة الهاشمية والاعتماد على الذات عوامل مساعدة في التخفيف من اثارها الاجتماعية.
بالأمس القريب، قال جلالة الملك الذي يذرع العالم بالتطواف دون كلل، اثناء لقاءه بوجهاء وابناء محافظة الزرقاء انه يستمد الثقة والدعم من شعبه للتغلب على تحديات المرحلة واعتقد اننا جميعا مطالبون بتعزيز الثقة وتقوية الامل بقدرة بلدنا على اجتياز هذه المرحلة لا ان نهوّل مما يعترض سفينة الوطن من عواصف وانواء نحن قادرون بعون الله واخلاص وثبات ابناءه جميعا على ان تجتاز السفينة هذا البحر المتلاطم وصولاً الى هدفها الاسمى.. متمثلا في صمود الاردن وبقائه نموذجا مشرقاً وسط عتمة موحشة تلف ارجاء الوطن الكبير.
احترم الصديق الاستاذ ابو عوده كرجل سياسة واعلام وأجزم انه يدرك ان ما يصدر عنه في وسائل الاعلام ومن هم في مستوى موقعه السابق وخبرته في الشأن انما يؤثر ايجاباً او سلباً حسب مضمونه على الراي الوطني وعلى صورة الدولة في الخارج... وبالتالي يتأثر الاستثمار والسياحة والاقتصاد بوجه عام في وقت تبذل الدولة وقيادتها الحكيمة كل جهد ممكن لطمأنه المواطن الاردني على قوة الدولة وأمنها واستقرارها، وإقناع دول العالم أن الاردن قادر على الثبات والنمو ودحر الارهاب من حوله وبالتالي صنع معجزة الصمود والانجاز الاردنية في هذه المرحلة العصيبة التي يتنبأ الاستاذ ابو عوده بان المخطط الأجنبي هو اعادة تقسيم المنطقة مجدداً.!!
وفي هذا السياق من القول لفت اهتمامي وكثيرون من المراقبين للساحة الوطنية ان الساسة الاردنيين حينما يغادرون مواقع المسؤولية يتحولون الى معارضين يتهمون من يخلفونهم بعدم الحنكة السياسية او يتحولون الى معارضين ناقدين وهو ما يدفع للتساؤل ... هل هذا هو ضرب من التقييم البريء ام انه مسكون بدوافع سياسية او نوازع شخصية... وهذا امر مقبول ويسهل فهمه في صراعات واشتباكات قادة الاحزاب وتنافس برامجها وصولا للسلطة وعبر المداولات العامة والبرلمانية... لكنه غير ذلك حين يتعلق الامر بساسة افراد لا يقودون تنظيمات سياسة لها برامجها واهدافها المتعارضة.
ان كل محب لهذا الوطن يجزم انه بحاجة في هذه الآونة الى دعم كل ابنائه وحماية صورته وامنه. فالجميع للوطن الذي لا يعطينا بالضرورة كل ما نحب ونرغب في كل الاوقات... لكن من يحبه بصدق هم من يحافظون علي صورته في أية مواقع ويعطونه حياتهم فداء ليبقى عزيزاً ومهاب الجانب
واقول ختاما فلنحب الاردن ونرسم له اجمل صورة حتى في احلك الظروف واشدها قسوة، فتلك اقوى رساله نوجهها للعالم والمتربصين شراً ببلدنا ونضمن طمأنة الاخرين وهم يدعمون اقتصادنا الوطني وصمودنا في وجه التحديات.